172يغنمناها ويسلمنا؟» فخرجنا فسرنا يوماً أو يومين. فقال: ما ترون فيهم؟ فقلنا: يا رسول اللّٰه ما لنا طاقة بقتال القوم إنما خرجنا للعير. فقال المقداد:
لا تقولوا كما قال قوم موسى: «اِذهب أنت وربّك فقاتلا إنا ههنا قاعدون» فأنزل اللّٰه الآيتين (تفسير الجلالين في أسباب نزول الآية 5 -6 من الأنفال) .
من سياق هاتين الآيتين يتبين وكأن اللّٰه - تبارك وتعالى - ما أراد من خروج رسول اللّٰه إلا قتال المشركين.
ويبدو هذا واضحاً في سياق الآية:
« إذ أنتم بالعُدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركبُ أسفلَ منكم، ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضيَ اللّٰه أمراً كان مفعولاً ليهلكَ مَن هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة وإن اللّٰه لسميعٌ عليمٌ» 1. فالتقاء الجمعين تدبير من ربِّ العالمين. ولا غرابة في أن يكون الرسول - عليه الصلاة والسلام - على علم من ربّه بهذا التدبير وإن لم يخبر أصحابه.
وهذا بين في الآية التي يعاتب اللّٰه فيها المؤمنين: «وإذ يعدُكم اللّٰهُ إحدى الطائفتين أنها لكم وتودُّون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريدُ اللّٰهُ أن يحقَّ الحقَّ بكلماته ويقطعَ دابر الكافرين ليحقَّ الحقَّ ويُبطل الباطل ولو كره المجرمون» 2.
مما تقدم يظهر بأن المعركة لابد من وقوعها بين المسلمين والمشركين وعن وعي من النبيِّ صلى الله عليه و آله و سلم. والظاهر أيضاً بل الجلي هو أن اللّٰه - تبارك وتعالى - قد تعهد هذه المعركة بالنصر.
يقول تبارك وتعالى: «إذ يريكهم اللّٰه