145ويكاد العقل ينكر - للوهلة الأولىٰ - وجود سلسلة واحدة عبر الأزمنة والأمكنة، تتأصّل في أجيالها جميعاً كلّ أخلاق السوء الىٰ هذا الحدّ الرهيب! ولا يصدق استمرار هذا السُّعار النفسي في الجيل بعد الجيل، على امتداد أكثر من ثلاثة آلاف سنة، ولكنّ هذا هو واقع اليهود وديدنهم، بل هو دينهم الذي صنعوه لأنفسهم، وأشربته قلوبهم على تعاقب القرون والأجيال. فالحقد اليهودي موجّه الى الناس جميعاً من قديم، ولم تفلت منه أمّة قط، وهذه حقيقة تأريخية معروفة ومؤكدة.
ويمكن القول: إن تعاليم «التلمود» 1تُعدّ أوفق صورة لنفسية اليهود، فهي ترجمة صريحة لهذه الشخصية الموغلة في الخبث والأحقاد. بل (التلمود) تجسيد مكتوب لأخبث ما في النفسية اليهودية من ضلال وكيد!
فقد وضعت تعاليم (التلمود) في عصور الشتات، والقومُ سمّاعون للكذب وخاصة إذا صدر من أحبار السوء.
أضف الى ذلك أنّ هذه التعاليم جاءت بعد انقطاع النبوّة من بني اسرائيل وتحويلها عنهم لمّا كفروا بآخر أنبيائهم، وقالوا فيه وفي أُمّه بهتاناً عظيماً.
ومن هنا نفهم كيف امتزجت هذه التعاليم بالكيان اليهودي، وسرت فيه مسرى الدماء في العروق؛ ولذلك آمنت الجمهرة الكبرىٰ من اليهود بهذه التعاليم الفاحشة، وقدّستها وأطاعتها عن رضا، وفضلتها على «التوراة» ، والتزمت بها فوق التزامها بسائر ما لديها من وصايا وأسفار 2. ولا تزال كذلك الىٰ يومنا هذا، وهي صاحبة الكلمة والسلطان على اليهود جميعاً، ومن يعارض «التلمود» منهم - على قلته - تعدّه ضالاً، ولا تأثير له.
فالشخصية الصهيونية المتولّدة من تعاليم «التلمود» شخصية شيطانية بكل معنى الكلمة: منشأً، ومنزعاً، وفكراً، وسلوكاً، وإلحاداً، وعناداً، واحترافاً للتضليل والإفساد.
2 - علاقة اليهود بالجزيرة العربية:
انتشر اليهود - على إثر خراب «الهيكل» - في البلاد الواقعة بين آسيا الصغرىٰ ومصر، والبعض منهم كان موجوداً في هذه المناطق قبل خراب الهيكل أيضاً 3.
وقد توزعوا أواخر القرن الأوّل الميلادي في أرجاء شبه الجزيرة، وفي اليمن والعراق والشام ومصر وتركيا، ويبدو أنهم لاقوا الاضطهاد في المناطق التي كانت تخضع لحكم المسيحيين في هذه البلدان، مثل: سوريا وتركيا ومصر .
يقول الدكتور (إسرائيل ولفنسون) : « بعد حرب اليهود والرومان سنة (70م) ، التي انتهت بخراب فلسطين، وتدمير (هيكل بيت المقدس) ، وتشتّت اليهود في أصقاع العالم، قصدت جموعٌ غفيرة من اليهود بلادَ العرب، كما حدّثنا عن ذلك المؤرخ اليهودي (يوسيفوس) ، الذي شهد تلك الحروب، وكان قائداً لبعض وحداتها.