93أ: لكونها اصل جميع المدن من بعدها، فهي أول مدينة علي سطح الأرض. وفي هذا رايات تؤكد أنَّ مكة اول بقعة من اليابسة، ثم امتدت الأرض منها. ذكر هذا الوجه الفخر الرازي في التفسير الكبير (56) ، وقد نسبه مؤلف "جامع اللطيف" إلي ابن عباس وابن قتيبة.
ب: سميت كذلك "لانها اعظم القري شأناً ". وقد نسب قطب الدين نهروالي هذا الرأي لابن عباس (57) .
ح: سميت ام القري لأنها قبلة جميع الناس يؤمونها.
د: انها اصبحت ام القري لوجود بيت الله الحرام فيها، فالبقعة التي تشرّفت بوجود البيت، يكون لها السبق علي ما سواها من المدن وتقدم عليها، فهي لها أمٌّ (58) .
ه-: وذهب البعض للقول؛ إنها سميت كذلك لانها أمان لأهل باقي المدن، والماكث فيها يأمل رحمة الله - سبحانه - (59) .
4: القرية:
يقول تعالي: وضرَبَ الله مثلاً قريةً كانت آمنةً مطمئنةً يأتيها رزقُها رغَداً من كلّ مكانٍ (60) .
والقرية في لغة العرب، هي المكان الذي يجتمع فيه عدد كثير من الناس؛ لذا يقال للماء حين يجتمع بكثرة في مكانٍ واحد: "قَرِيَ الماء".
وقد ذكر الفاكهي نقلاً عن مجاهد انَّ المراد من القرية في الآية الكريمة، هي مكة (61) .
5: معاد:
يقول تعالي: انَّ الذي فَرَضَ عليك القرآن لرادُّكَ إلي معاد (62) .
فقد ذهب أكثر المفسرين الي أنَّ معاد هي مكة المكرمة، كما ذكر ذلك الفخر الرازي في تفسير الآية، حيث رجح هذا الرأي علي جملة من الاحتمالات التي ذكرها، واعتبره أقرب للواقع (63) .
اما الطوسي في التبيان فقد نسب القول بهذا الرأي لابن عباس (64) .
والعلاّمة الطباطبائي، ذكره في الميزان الي جوار احتمالات أُخري (65) .
اما البخاري والنسائي فقد رفعاه بأكثر من طريق لابن عباس (66) .
6: الوادي:
يقول تعالي: حكاية علي لسان خليله إِبراهيم: ربَّنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عِندَ بيتك المحرّم (67) .
ليس ثمة شك في أنَّ المراد من الوادي في الآية الكريمة، هو المنخفض من الأرض الذي يعبّر عنه بمكة. وقد أجمع المفسّرون علي هذا الرأي.