94أما موضع الشك فهو: هل سبق وأن سميّت مكة في عصر من عصورها التاريخية باسم "الوادي"؟
بين يدينا رسالة من الخليفة الثاني الي عامله علي مكة يذكر هذه المدينة باسم "الوادي" (68) .
7 - 8 - 9: البلدة، البلد، البلد الأمين:
البلد في اللغة هو المصدر والأَوّل والأرفع، وبذلك فالبلد هو: صدر القري (69) .
عبَّر القرآن عن مكة باسم البلد في أربع آيات (70) وعبر عنها ب- البلدة في آية واحدة (71) ، وب- البلد الأمين في آية واحدة أيضاً (72) .
وقد اقترن ذلك في المواطن كافة باسم الإِشارة، فقال: هذا البلد، هذه البلدة، وهذا البلد الأمين وبهذه القرينة شخّص تعالي مراده واوضح مقصوده.
ومع اجتماع الكلمة علي أنَّ المقصود بجميع هذه المواطن المشار اليها، هو مدينة مكة المكرَّمة، إلاّ أنَّ الله شاء أن لا يذكر اسمها مُباشرة لبواعث تبحث في مضانّها، وإنما اكتفي باالإِشارة إليها دون ذكر الاسم الصريح.
علي أنَّ كلمة البلد لوحدها لم تكن ولن تكون دلالة علي اسم مكة، وانما غاية ما نستطيع أن نركن إليه أنّ الله - سبحانه - أشار إلي مكة بهذه الصيغة التعبيرية بقرينة الأمين في قوله: وهذا البلد الأمين.
نعم، يمكن أن يُحمل البلد علي اسم مكة دائماً، إذا ثبت لنا أنها كانت تسمي في مقطع من المقاطع التأريخية باسم البلد و البلدة كما ذكر ذلك القاضي الفاسي نقلاً عن أبي يحيي (73) .
10 - 11: حرم آمن، حرم:
يقول تعالي: أَولم نُمكّن لهم حرماً آمناً يُجبي إليه ثمراتُ كلّ شيء (74) .
ويول تعالي: اولم يروا أنّا جعلنا حرماً آمناً ويتخطّفُ الناسُ من حولهم (75) .
ليس ثمة خلاف في أنَّ مكة هي جزء من المنطقة الحرام، وقد ذهب البعض للقول انَّ "حرم آمن" هو اسم مكة، وذلك من باب اطلاق الكل والمراد منه الجزء. ثم إنَّ اشتهار مكة بكونها حرماً آمناً يمكن ان يُعدّ دليلاً علي تسمية مكة ب- "حرم آمن".
أما حرماً فلا يمكن أن يفيد لوحده دون قرينة أنَّ المراد به اسم مكة. ومعَ ذلك فقد ذهب بعض اللغوين إلي أنَّ "حرم" هو اسم لمكة (76) .
12 - 13: المسجد الحرام، البيت العتيق:
من بين الآيات التي تنطوي علي ذكر المسجد الحرام ثمة ما لا يختص بالمسجد الحرام نفسه، وانما يمكن ان يكون مصداقاً للحرم أو لمكة. وبذلك اضحي تفسير المسجد الحرام بالحرم ومكة باعثاً للبعض علي أن يعدّ المسجد الحرام اسماً في عداد اسماء مكة؛ والآيات التي تعنيها: