91وقد عدَّ العبض كابن ظهيرة الوجهين الاخيرين وجهاً واحداً.
ح: قيل لها ذلك: "لانها تجهد اهلها، مأخوذ من قولهم: تمككت العظم اذا اخرجت مخه" (26) .
الاّ أنَّ الراغب الاصفهاني علّل التشبيه بقوله: "سميت بذلك لانها وسط الارض، كالمُخّ الذي هو أصل ما في العظم" (27) .
ط: ان سبب التسمية يرتبط بموقعها، وفي ذلك قالوا: "لانها بين جبلين مرتفعين عليها، وهي في هَبْطة بمنزلة المكّوك" (28) .
ي: يرتبط سبب التسمية بما كان يقوم به عرب الجاهلية أثناء الحج، وفي ذلك قالوا: "لإِنَّ العرب في الجاهلية كانت تقول لا يتمّ حَجّنا حتي نأتي مكان الكعبة، فنمكّ فيه؛ أي نصفر صفير المكّاء" (29) .
لقد وردَ شبيه هذا القول في جواب للإِمام علي بن موسي الرضا (عليه السلام) كتبه الي محمد بن سنان: "إنَّ ابا الحسن الرضا - عليه السلام - كتبَ فيما كتب من جواب مسائله: "سميت مكة لأنّ الناس كانوا يمكون فيها، وكانَ يقال لمن قصدها قد مكا، وذلك قول الله - عزّ وجلّ -: وما كان صلاتهم عِندَ البيت إلاّ مكاءً وتصدية (30) .
ك: انَّ مكة مشتقة من "مكّ " بمعني "بسط"؛ ووجه التسمية انَّ الله - سبحانه - بسط الأرض وبدَأ بها من مكة (31) . وثمة ما يؤيد ذلك من روايات "دَحو الأرض" (32) .
2: بكة:
يقول تعالي: إنَّ أولَ بيت وضِعَ للناس لَلّذي ببكةَ مباركاً وهديً للعالمين (33) .
قبل ان ندخل في بحث علل التسمية يحسن بنا أوّلاً أن نحدِّد المقصود من بكة وعلي ايّ الاماكن يطلق هذا الاسم.
في معرض الإِجابة أمامنا ثمانية آراء، الأَوّلان منها ينقلان عن أهل البيت (عليهم السلام) ، والآراء هي:
1- أنّ بكة هي موضع الحجر حيث يبك الناس بعضهم بعضاً؛ أي يتزاحمون (34) .
2- أنَّ بكة هي موضع الكعبة (35) ، كما نقل ذلك الازرقي عن ابن انيسة (36) .
3- ذكر عكرمة انَّ المقصود من بكة هي الكعبة نفسها.
4- بكة هي اسم لتمام الحرم.
5- المقصود منها خصوص الحجر.
6- أنَّ المراد منها خصوص المطاف (37) .