901- أن مكة تُطلق علي تمام منطقة الحرم، وجميع الحرم داخل في العنوان، كما هو عليه نظر الروايات الوصلة عن أهل البيت (ع) ، وكما ذهب لذلك غيرهم أيضاً (12) .
2- أن مكة تشمل حدود المدينة وحسب، فما يدخل في نطاق المدينة يُطلق عليه مكة كما تطرح ذلك روايات من الفريقين (13) .
3- مكة هي أطراف الكعبة وحسب (14) .
4- مكة هي اسم يشمل المسجد والمطاف (15) .
5- مكة هي منطقة في ذي طُوي (16) .
هذه خمس نظريات قيلت فيما يُطلق عليه عنوان مكة، أما سبب التسمية فقد ذكروا لها وجودها عشرة، هي:
أ: أنَّ الباعث علي التسمية هو وقوعها في هضبة يابسة، بحيث حُرمت المدينة من نهر جارٍ، ومن عيون ماء تتدفق المياه منها بصورة طبيعية، بحيث اضطروا الي استخراج المياه من آبار عميقة تغوص في باطن الارض. وبتعبير ياقوت الحموي: "لانهم كانوا يمتكون الماء اي يستخرجونه" (17) . في حين ذكر البعض انَّ السبب في هذا الوجه هو انَّ أرضها كانت تمتك الماء؛ أو بتعبير الفخر الرازي: "كأن ارضها امتكت ماءها" (18) .
ب: إنّما سميت مكة "لأنها تُمكّ الجبّارين؛ أي تذهب نخوتهم" (19) . وتستأصل عرورهم.
ج: سُميَّت كذلك "لإِنها تمكّ الذنوب؛ أي تستخرجها وتذهب بها كُلّها" (20) .
د: "لانها تجذب الناس اليها؛ من قول العرب: امتك الفصيل ضرع أُمه" (21) والباعث لهذا الجذب دعوة الخليل ابراهيم (عليه السلام) وتوفّرها علي وجود ضروب من الآيات الإِلهية البينات فيها.
ه-: قيل لها مكة "لازدحام الناس بها؛ من قولهم: امتك الفصيل ضرع اُمه اذا مصّه مصّاً شديداً" (22) . لقد ذكر هذا الوجه ياقوت الحموي، بيدَ انَّهُ ظهر وكأنه لا يرضاه، إذ لم يصح عنده التشبيه بين ازدحام الناس بمكة وبين مصّ الفصيل لضرع أُمّه مصّاً شديداً. أما ابن منظور في لسان العرب، ومؤلف تاج العروس، فقد ذكرا هذا الوجه (23) .
و: "سميّت مكة لانها تمكّ مَن ظَلَم؛ أي تنقصه" (24) وفي ذلك ينشد بعضهم:
يا مكةُ الفاجرَ مُكي مكّا
ولا تمكّي مَذْحِجاً وعَكّا
وربما استطعنا ان نتمثل قصة أصحاب الفيل مصداقاً لهذه التسمية، حيث يقول تعالي: أَلم تَرَ كيفَ فعَلَ رَبُّكَ بأَصحاب الفيل * أَلَم يجعل كيدَهم في تضليل * وأَرسل عليهم طيراً أَبابيلَ * ترميهم بحجارة من سجِّيل * فجعلَهم كعصفٍ مأكول .
ز: وسميت مكة: "لأنّها تمكّ الفاجر عنها؛ أي تخرجه" (25) .