140وفي رواية فتح الباري (لا تضرهم عداوة من عاداهم) .
وفي رواية كنز العمال (يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيّماً لا يضرهم من خذلهم كلّهم من قريش) .
وقد اتّفقت الروايات علي ذكر عبارة (كلهم من قريش) و (قريش) هو لقب لأحد أجداد النبيّ (صلّي الله عليه وآله وسلّم) وهو فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم، وقد اتفقت علي هذا النسب لفهر كل كتب الانساب ولم يخالف أحد في ذلك (50) .
وقد حار علماء السنة في بيان المقصود من الاثني عشر في الروايات التي رووها وسلموا بها، فذكروا الخلفاء الأربعة وعدداً من خلفاء بني أمية وعدداً من خلفاء بني العباس (51) .
أما الإِمام علي (عليه السلام) فقد بين أن الائمة من قريش قد غرسوا في (هاشم) وهاشم هو ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وهو قريش قال (عليه السلام) :
(إن الائمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم) (52) .
وسيأتي البحث لاثبات ذلك من القرآن الكريم أيضا إن شاء الله.
5. نتيجة البحث:
والذي نخلص إليه من البحث هو أن قوله تعالي: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك. . . ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم يقابله في التوراة الفقرة (20) من الاصحاح (17) من سفر التكوين وهي بعد تصحيح النص (أما إسماعيل فقد أجبت دعاءك له ها أنا أُباركه وأكثره ب- محمد واثني عشر إماما، سيولدون له) .
وان هذه الأمة المسلمة من ذرية إسماعيل والنبي المبعوث فيها ومنها قد أورثهم الله إمامة إبرهيم في صلب أبيهم إسماعيل وذلك قبل أن يولد إسحق. يعقوب ويبشر بهما وبالأئمة والأنبياء من ذرية يعقوب.
وإن هؤلاء الاثني عشر إماما من ذرية إسماعيل هم من قريش (فهر) ثم من هاشم.
وإنهم يكونون بعد النبي (صلّي الله عليه وآله وسلّم) كما ثبتت الرواية عنه (صلّي الله عليه وآله وسلّم) ان الائمة من بعده اثنا عشر لاا تضرهم عداوة من عاداهم.
وان هؤلاء الاثني عشر شهداؤه علي الناس يؤدون عنه ما حملهم إياه من علوم الكتاب والسنة بعهد الهي خاص وسيأتي تفصيل ذلك من القرآن الكريم إن شاء الله.