138فالرئاسة لهؤلاء الاثني عشر من ذرية إسماعيل الموعود بهم هي (رئاسة الهية) ، أي بعهد منه تعالي لأشخاصهم كما عهد لابراهيم وتعبير (العهد) ورد في القرآن في قوله تعالي: قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين وفي التوراة أيضا في قوله (واجعل عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك) ولكن النص القرآني أكثر دقة حيث نصّ علي أن عهد الله تعالي بالإِمامة لا ينال ظالما من ذرية إبراهيم، بينما التعبير التوراتي لم يورد هذا القيد، وجعل العبارة مطلقة، ولكنه في مورد آخر خصصها بذرية إسحق دون إسماعيل حسدا وبغضا للنبي وآله كما أشار قوله تعالي: أم يحسدون الناس علي ما آتاهم اللهُ من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم مُلكاً عظيماً 54/4 والملك العظيم هو الإِمامة كما في قوله تعالي: أَلم تر إلي الملإِ من بني إسرائيل من بعد موسي إذ قالوا لنبيّ لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله. . . . وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا. . . ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء. . . 246 - 247/2.
2. هل يخلو النصُّ التوراتي من ذكر محمّد (صلّي الله عليه وآله وسلّم) حقّاً؟
النصّ التوراتي موضوع الدراسة يذكر أنّ الله تعالي بارك إسماعيل وثمّره وكثّره (جدّاً جدّاً اثني عشر رئيساً يلد) ، إجابةً لدعاء إبراهيم. ولكنه لم يذكر ما هو دعاء إبراهيم، وقد ذكره القرآن الكريم علي لسان إبراهيم وإسماعيل وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك. . . . ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويُزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم وفي ضوء ذلك يكون النص التوراتي محرفا باسقاط ذكر النبي (صلّي الله عليه وآله) منه.
وقد ذكر علماء اليهود الذين أسلموا (40) أن لفظة (جداً جداً) وأصلها العبري (بمادماد) تدل علي اسم النبيّ الآتي من إسماعيل بحساب الجمل، وكلمة (محمد) (صلّي الله عليه وآله وسلّم) بحساب الجمل عددها (92) وكلمة (بمادماد) بحساب الجمل تساوي (92) .
وحساب الجمل هو حساب الاعداد للحروف الهجائية في اللغة العبرانية في هذه الكلمات: (ابجد - هوز - حطي - كلمن - سعفص - قرشت) ، والألف بواحد والباء باثنين والجيم بثلاثة والدال بأربعة والهاء بخمسة والواو بستة والزاي بسبعة والحاء بثمانية والطاء بتسعة والياء بعشرة والكاف بعشرين واللام بثلاثين والميم بأربعين والنون بخمسين والسين بستين والعين بسبعين والفاء بثمانين والصاد بتسعين والقاف بمائة والراء بمائتين والشين بثلاثمائة والتاء بأربعمائة والحروف تنتهي عند التاء (41) .
ونقل علي بن عيسي الأربلي (42) أنه حكي له بعض اليهود أن (بمادماد) معناه ب- (محمد) .
أقول وفي العبرية يوجد (ماحماد) و (ماحمود) (43) كصيغتين لاسم الفاعل واسم المفعول للفعل (حمد) ومعناهما (المرغوب فيه جدا، المحبوب، الحبيب، . . .) (44) .
وفي ضوئه تكون الكلمة الأصلية في النص هي (بماحماد) أو (بماحمود) ولا تحتاج لتحريفها إلي (بمادماد) أكثر من إسقاط الجناح الأيسر لحرف الحاء العبري () ليكون حرف الدال العبري () .