125والصبر: الحبس وكل من حبس شيئا فقد صبره، والحبس ضد التخلية، والحبس: الوقف وفي الحديث ذلك حبيس في سبيل الله أي موقوف علي الغزاة يركبونه في الجهاد والحبس: الحصر (1) .
أقول: وقوله تعالي: وسيدا وحصورا أي حابسا نفسه علي طاعة الله وكذلك قوله تعالي: فبشرناه بغلام حليم أي بغلام صبور أي حبس نفسه علي طاعة الله.
قوله تعالي: فلما بلغ معه السعي أي أدرك معه العمل أي أطاق أن يعينه علي عمله (2) ومن ثمَّ عاونه علي بناء البيت كما في قوله تعالي: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل 127/2.
قوله تعالي: إن هذا لهو البلاء العظيم البلاء: الاختبار، وابتلاه الله: امتحنه (3) .
قال تعالي:
وإذ ابتلي إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين 124/2.
قوله: فاتمهن أي وفي بهن كما في قوله تعالي: وإبراهيم الذي وفَّي 37/53 وفي اللغة وفي: تَمَّ، وأوفي: أتم (4) .
قوله تعالي: لا ينال عهدي الظالمين أي أني لا أعهد لظالم من ذريتك بالإِمامة والظالم من ذرية إبراهيم هو الفاسق كما في قوله تعالي: ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون 26/57.
الظالم: من قولهم لزموا الطريق فلم يظلموه أي لم يعدلوا عنه، وقولهم أخذ في طريق فما ظلم يمينا ولا شمالا وعدل عن الطريق مال عنه (5) فالظالم المنحرف عن الاستقامة المائل عن العدل والحق.
الفاسق: من الفسق أي العصيان والخروج عن طريق الحق، والعرب تقول قد فسقت الرطبة من قشرها أي خرجت من قشرها وقوله تعالي: الا إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربه 50/18 أي جار ومال عن طاعته (6) .
وفي قبال الظالم والفاسق، المهتد والمحسن.
المهتد: المستقيم، قال تعالي: قل ان هدي الله هو الهدي 120/2 أي أن الصراط الذي دعا إليه هو طريق الحق ويقال هَداه هُديً وهَدياً وهداية وهِدْية والمهدي من هداه الله إلي الحق، والهدي: الطاعة ويقال ذهب علي هِديَته أي علي قصده في الكلام، وخذ في هديتك: أي فيما كنت فيه من الحديث والعمل ولا تعدل عنه، والقصد استقامة الطريق وقوله طريق قاصد أي سهل مستقيم (7) .
وقوله تعالي: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدي 82/20 أي استقام.