88وفي التبيان للطوسي: وقوله شطر المسجد أي نحوه وتلقاه، بلا خلاف بين أهل اللغة، وعليه المفسّرون كابن عباس، ومجاهد، وأبي العالية، وقتادة والربيع، وابن زيد، وغيرهم. .
وقال الجبائي والكلام ما زال للشيخ الطوسي: أراد بالشطر النصف، كأنه قال: وجهك نصف المسجد؛ لأن شطر الشيء: نصفه، فأمره أن يولي وجهه نحو نصف المسجد حتىٰ يكون مقابل الكعبة. وعن هذا الرأي يقول الشيخ الطوسي: وهذا فاسد؛ لأنه خلاف أقوال المفسّرين، ولأن اللفظ إذا كان مشتركاً بين النصف وبين النحو ينبغي ألا يحمل علىٰ أحدهما إلّابدليل، وعلىٰ ما قلناه إجماع المفسّرين 1. . .
صحيح أن أهل اللغة قالوا: إنّ الشطر من معانيه النصف، لكنهم لم يجعلوه أحد معاني الشطر في الآية ولم يفسروه به، حيث لم نعثر - فيما تيسر لنا - علىٰ من يقول: إنّ المقصود ب شطر المسجد أي نصف المسجد، إلا الجبائي وتبعه القاضي، وأيضاً الشعراوي كما سيأتي.
يقول الراغب في مفرداته: شطر الشيء: نصفه ووسطه، ثم قال: فولّ وجهك شطر المسجد الحرام أي جهته ونحوه. . 2وفي تفسير الآية قال الرازي في تفسيره الكبير:
فول وجهك شطر المسجد الحرام ففيه مسائل. .
المسألة الثانية: قال أهل اللغة: الشطر: اسم مشترك يقع علىٰ معنيين:
أحدهما: النصف. يقال: شطرت الشيء أي جعلته نصفين، ويقال في المثل: اِحلب حلباً لك شطره. أي نصفه.
والثاني: نحوه وتلقاءه وجهته. .
ثم يقول: إن المراد جهة المسجد الحرام وتلقاؤه وجانبه. . وهو قول جمهور المفسّرين من الصحابة والتابعين والمتأخرين واختيار الشافعي في كتاب الرسالة.