78داخل هذه الدار كذلك» .
وبسبب زيارة النبي صلى الله عليه و آله لتلك الدار في الهجرة، وصلاته عند قبر والده في بعض الأحيان، دُعيت تلك الدار ب «مسجد دار النابغة» أيضاً.
وكان مؤرخو المدينة يذكرون كلتا التّسميتين لدار النابغة حتى القرن الثالث الهجري، وقد أشاروا مراراً الىٰ أن تلك الدار هي محل دَفن عبداللّٰه، وهي كذلك المسماة ب «مسجد دار النابغة» . لكنّ الكُتّاب والمؤرخين، وبعد فترة وجيزة من ذلك التأريخ، وخدمةً للمصالح الشخصية والنوايا السياسية كما نوّهنا آنفاً، أودعوا قبر عبداللّٰه في دار النابغة عالَم النسيان، وجاهدوا في طيّ تلك الصفحة من التأريخ تماماً كما فعلوا مع قبر اُمّ الرسول صلى الله عليه و آله وزيارة النبيّ صلى الله عليه و آله له، بل حاولوا جاهدين كتم أمر دَفن عبداللّٰه في ذلك المكان ومنع التحدّث عن ذلك أصلاً! حتىٰ غَدَت دار النابغة عند الكثيرين مجرّد مسجد لا غير.
وقد دام هذا الوضع حتى القرن العاشر تقريباً حيث اُحدِث بناءٌ جديدٌ لدار النابغة، وتمّ نصب الضريح على القبر وبناء محراب بالقرب من ذلك الضريح، فتمّ بذلك حفظ السّمات المهمة في تلك الدار وأعني القبر والمسجد اللذين تضمّهما تلك الدار.
ولقد كان معظم الزائرين، الذين لم تكن لديهم معلومات كافية عن وجود المسجد في تلك البقعة، يعتقدون أنّ هذه الدار إنّما هي مكان دَفن عبداللّٰه بن عبدالمطلب والد الرسول صلى الله عليه و آله لا كونها مسجداً كذلك. ويسود الاعتقاد أنَّ السبب الرئيس الكامن وراء الحفاظ علىٰ هذه البقعة من قِبَلِ المسؤولين حتىٰ عام (1976م) بالرغم من كونهم قد هدّموا تقريباً جميع الأماكن الأثرية والدينية في المدينة وسائر مُدن الحجاز قبل سبعين سنة من ذلك التأريخ وساووها بالأرض، هو كون تلك الدار تحمل عنوان المسجد، لا بسبب وجود قبر عبداللّٰه والد الرسول صلى الله عليه و آله الذي يعدُّ كافراً ومشركاً!
دار النابغة مكان دَفن عبداللّٰه:
يقول الواقدي (توفي 230ه) عن عبداللّٰه بن عبدالمطلب ووفاته في المدينة ما يلي: