77يكون جبرائيل نفسه هو الذي دلّ الرسول صلى الله عليه و آله علىٰ قبرها.
3 - والنقطة الأخيرة هي أنَّ حديث أبي هريرة غير مقبول حتىٰ عند بعض المحقّقين من علماء أهل السّنة أنفسهم؛ وذلك لصريح مخالفته لنصِّ القرآن ومنافاته له، وكما ذكرنا فإنَّ علماء بارزين كالفخر الرازي والسيوطي أهملوا حتى الإشارة الىٰ هذا الحديث، واعتقدوا بإيمان والدي الرسول صلى الله عليه و آله وأنّهما كانا موحّدين تماماً كما هو الحال مع علماء الشيعة، وقاموا بتأليف عدة كُتب في هذا المضمار.
مسجد دار النابغة (أو ضريح والد الرسول صلى الله عليه و آله) :
إنَّ التحريف والتصرُّف اللذين طرأ كلّ منهما علىٰ حادثة زيارة الرسول صلى الله عليه و آله قبر أُمّه واللذين بيّنا الهدف من ورائهما وكيفية تلفيقهما، طالا كذلك قصة قبر وضريح عبداللّٰه بن عبدالمطّلب والد الرسول صلى الله عليه و آله وزيارة النبيّ صلى الله عليه و آله لذلك القبر وصلاته عنده كما سنرىٰ ذلك، ولن يتسنّىٰ لنا الوقوف علىٰ إشكالات هذه المسألة إلّابعد تعرّفنا علىٰ تاريخ «دار النّابغة» وهو مكان دفنِ والد الرسول صلى الله عليه و آله والتحوّلات التي حدثت علىٰ ذلك المكان علىٰ مرّ التأريخ:
موجز تأريخ دار النّابغة:
كان دار النابغة بيتاً يقع بين بيوت قبيلة بني النّجار في المدينة في الطرف الغربي لمسجد النبيّ صلى الله عليه و آله، وكانت تلك الدار لشخص من القبيلة نفسها يُدعىٰ «النابغة» . وقد نزل عبداللّٰه في المدينة عند هذه القبيلة أثناء رجوعه من رحلة الى الشام؛ لما كانت تربط بين آمنة زوج عبداللّٰه وبني النجار من وشائج وروابط عائلية. وحدث أن مرض عبداللّٰه عندهم فتوفي إثر ذلك، فووريَ جسده الطاهر الثرىٰ في تلك الدار كما كان متعارفاً في ذلك الزمان.
وقد سافر النبيّ صلى الله عليه و آله مع والدته وهو في سنّ السادسة لزيارة أهلها وقومها من بني النجار في المدينة، فنزلا عندهم كما فعل أبوه عبداللّٰه من قبل، وأقاما في نفس الدار شهراً كاملاً. وقد قال الرسول صلى الله عليه و آله أثناء هجرته الى المدينة وخلال إحيائه لتلك الذكريات التي مرّت في طفولته: «قبر أبي عبداللّٰه