79«ودُفِنَ في دار النابغة، وهو رجلٌ من بني عديّ بن النّجار. . .» 1.
وقال ابن شبّة (توفي 262ه) أيضاً: «قبر عبداللّٰه بن عبدالمطّلب في دار النابغة» 2.
ونقل ابن شبة كذلك عن كتاب «تاريخ المدينة» لعبدالعزيز الذي كان معاصراً لسنة (95ه) قوله: «أنّه عُرِّف ودُلَّ على المكان الدقيق لقبر عبداللّٰه والذي يقع في مستهل الدخول الىٰ دار النابغة علىٰ يسار الداخل إليها» 3.
وقال الطبري (توفي 310ه) : «ودفِنَ في دار النابغة في الدار الصغرىٰ إذا دخلت الدار عن يسارك ليس بين أصحابنا في ذلك اختلاف» 4.
وتجدر الإشارة الىٰ أن نظريات وأقوال المؤرخين، وبالأخصّ منهم الذين كتبوا عن تأريخ المدينة حول هذا الموضوع كثيرة ومُسهبة يطول شرحها ونقلها هنا.
مسجد دار النابغة:
نقل ابن شبّة من خلال عدّة روايات أنَّ من بين الأماكن والبقاع، التي زارها النبيّ صلى الله عليه و آله وصلّىٰ فيها هي دار النابغة 5.
ويدلّ تعدّد هذه الروايات علىٰ أنَّ الرسول صلى الله عليه و آله كان يكرّر من زياراته لتلك الأماكن والصلاة فيها، ونستوحي من ظاهر تلك الروايات أنَّ كلّ راوٍ للرّواية إنّما قام بتدوين ما شاهده هو بعينه، وشرع في نقل ذلك عِبرَ سطور مُؤَلَّفِه، ويُستَبْعَد كونهم عاصروا بعضهم بعضاً في فترة زمنية واحدة، وأنهم شاهدوا الرسول صلى الله عليه و آله يُصلي تلك الصلاة مرة واحدة فقط، ثم يقومون بنقل ذلك من خلال عدّة روايات لهم.
وقد أشارَ السمهودي (من علماء أوائل & القرن العاشر الهجري) الىٰ مسجد النابغة هذا ضمن بيانه وعدِّه لمساجد المدينة آنئذٍ، ثم ينقل كلام ابن شبّة 6السابق مضيفاً عليه نقطتين اُخريين:
أ - ودار النابغة هي المرادة بما رواه ابن شبّة. قبر عبداللّٰه بن عبدالمطلب يعني والد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في دار النابغة.
ب - أنّ داره كانت غرب المسجد النبويّ عند بني جديلة 7.
وقداتّبعمؤلفكتاب «عمدة الأخبار» وكان معاصراً لابن شبّة نفس أُسلوبه،