55أول المزدلفة، وأنت جائي من عرفات إلى حيال القرن الذي وصفت لك، والآن وأنت مقبل من عرفات عن يسارك.
وعن جريج 1قلت لعطاء: أين محسر؟ وأين يبلغ من جمع؟ وأين يبلغ الناس بمنازلهم من محسر؟ يعني بمبيتهم بجمع المزدلفة، فقال عطاء: لم أرهم يختلفون بمنازلهم القرن، يعنى لا يتجاوزون، قال عطاء: وهو أقرب قرن في الأرض من محسر عن يمين الذاهب، الذي يأتي من مكة عن يمين الطريق، قال: ومحسر إلى ذلك القرن يبلغه وينقطع إليه، قال عطاء: لا أحب أن ينزل أحد أسفل من ذلك القرن تلك الليلة يعني ليلة جمع.
وقال الفاكهي في أخبارمكة 2: مسنداً إلى ابن عباس قال: جمع من مفضى المأزمين إلى القرن الذي خلف وادي محسر.
وعن عطاء: إلّاأنّه قال: حتى يبلغ القرن الأحمر دون وادي محسر، على يمين من خرج من مكة.
وهذا الجبل وإن سمّي قرناً إلّاأنّه لا يشرف على عرفات؛ لبعده عنها فإنه مشرف على وادي محسر والمزدلفة.
جبل كرا:
قال الشيخ القطبي في منسكه 3: وهو جبل فيه بعض القرى بقرب الطائف، وبه مزارع وبساتين ويجلب منها الفواكه إلى مكة.
وقال القاضي عيد في شرح المناسك 4: وهذا الجبل يسمى عند أهل مكة وأهل تلك النواحي (كرا) بفتح الكاف والراء المهملة. ويوافق ما ذكره الشارح (ره) ما في القاموس حيث قال في تعداده معنى (قرن) : جبل مطلّ على عرفة، والحجر الأملس النقي، ميقات أهل نجد، وهو قرية عند الطائف، أو اسم الودي كلّه.
أقول: ما استشهد به من كلام القاموس لا يتم؛ لأن صاحب القاموس إنما ذكر عدّة معاني ل (قرن) ، ثم بعد أن قال: وميقات أهل نجد. فسّرها بقوله وهي قرية