56قرب الطائف.
ومثل هذا الخلط ما حصل من صاحب مرآة الحرمين 1كما سيأتي حيث خلط بين بحرة الواقعة في طريق جدة - مكة وبين بحرة الرعاء الواقعة في لية جنوب وغرب الطائف، التي مرّ بها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في مسيره ومنصرفه من غزوة الطائف، حتى ألجأه هذا الخلط والاشتباه الذي وقع فيه إلى التشكيك في سيرة ابن هشام وكتب المؤرخين.
والذي ألجأ القاضي إلى هذا التفسير ما تقدم من وصف الميقات بأنّه جبل مشرف على عرفات، وبعضهم بأنّه قرية قرب الطائف، وأراد أن يجمع بين هذه الأوصاف ولا يمكن ذلك، ففسر الجبل بجبل كرا والقرية بالهدا. ، لكن جبل كرا لا يسمى قرناً حيث لا تنطبق عليه صفات القرن، التي هي الجبل الصغير المنفرد إضافة إلى بعد المسافة بين جبل كرا وبين عرفات.
جبل الرحمة الواقع في عرفات
وقد احتمل الفضلي 2أنّه الجبل & الذي ذكره الأصمعي أنّه يطلّ على عرفات، وأيد هذا الاحتمال بأمور:
الأول: انطباق الوصف الذي جاء في كتب اللغة لمعنى القرن، وهو الجبل الصغير المنفرد.
الثاني: أنّه الجبل المشرف على عرفات، فهو وإن كان في عرفات إلّاأنّ الذي يصعد على الجبل يطلّ ويشرف على عرفات.
الثالث: ما ورد في الحديث أنّه صلى الله عليه و آله وقف على طرف القرن الأسود.
الرابع: ما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان: مقص قرن جبل مطل على عرفات، فقد ذكر البلادي 3أن مقص قرن هو جبل الرحمة (جبل عرفات) .
* قرن النابت في عرفات
قال الفاكهي 4: في ذكر الأميال: وموضع الميل الثاني عشر خلف المقام