54ميلاً، فكيف يكون مطلاًّ على عرفات مع هذه المسافة الطويلة؟ وما سيأتي من أنّه يصب فيه النخلة اليمانية، وهي واقعة شمال شرق مكة، بينها وبين مكة وادي حنين ويدعان.
أما قرن الثعالب فقد مرّ أنّه جبل مشرف على أسفل منى، بينه وبين مسجد الخيف ألف وخمسمائة ذراع، وبين منى وعرفات ما يقرب من خمسة أميال. فقد ذكرالأزرقي في ذرع المسافات بين المسجد إلى حدّ الحرم: أنّه من مسجد منى إلى مسجد المزدلفة ميلان، ومن مسجد مزدلفة إلى مسجد عرفة ثلاثة أميال وثلاثة آلاف وثلثمائة وتسعة عشر ذراعاً.
كما أنّ تعريفه بأنّه جبل مشرف على عرفات من التعريف بالأخفى، إذ الأولى بأن يقال: مشرف على منى أو على وادي محسر.
احتمالات أخرى:
مما تقدم نعلم أنّ الجبل الذي ذكره الأصمعي بأنّه «قرن جبل مشرف على عرفات» ليس هو قرن المنازل ولا قرن الثعالب، فما هو القرن الذي يمكن أن يكون مراداً للأصمعي؟
هناك احتمالات أخرى:
القرن الواقع في وادي محسر:
قد أطلق لفظ قرن مطلقاً بدون تقييد على جبل في منى، قال الحربي 1: فإذا صعدت (أي في وادي محسر) فأنت حينئذ في الخروج من الوادي، ثم إذا علوت فهناك من يمينك وأنت ذاهب من منى إلى عرفات فوق جبل يأتي، فذلك آخر وادي محسر، فإذا جاوزت آخر ذلك القرن فأنت في المزدلفة.
ثم قال 2: هذا القرن الذي وصفت لك عن يمين الذاهب إلى عرفات هو أول المزدلفة وآخر وادي محسر.
ثم قال 3: فإذا جاوزت المأزمين حتى تخرج منها إلى الفضاء، فذلك الفضاء