53أزيل رأسه وسوي بالشارع الموازي لجسر الملك خالد حتىٰ صار أشبه بهضبة من الهضاب، ويطلق عليه اليوم (ربوة) ويرى على طرفه الغربي الشارع القادم من جسر الملك خالد.
ويرجح كلام الفاكهي والأزرقي على غيرهما ممن قالوا باتحاد الموضعين لأمرين:
الأول: قدم عصرهما.
الثاني: قربهما من هذه البقاع من سكان مكة، وقد كتبا في تاريخ مكة وجغرافيتها.
كما أنّ البلادي ودهيشاً كليهما من أهل مكة، وقد قال المثل: أهل مكة أدرى بشعابها.
وقد تبين مما تقدم أمور:
الأول: أنّ قرن الثعالب جبل في منى، ومن المعلوم أن منى جزء من الحرم، فلا يمكن أن يكون هو الميقات.
ثانياً: أنّ ما بين قرن الثعالب إلى مسجد منى 1500 ذراع، وهو أقل من نصف الكيلو متر، فيكون مخالفاً لما سيأتي في تحديد قرن المنازل - أنّه على يوم وليلة من مكة، أو على مرحلتين، وبينه وبين مكة واحد وخمسون ميلاً، وأنّه على بعد 94 كيلومتراً. . . الخ.
الجبل المشرف على عرفات:
تقدم الكلام في أنّ دعوى أنّ قرن المنازل هو جبل مشرف على عرفات جاء اشتباهاً من بعض اللغويين، خلطاً بين كلام الأصمعي وما ورد في الأحاديث المحدّدة لميقات أهل نجد من أنّه قرن وقرن المنازل، وقد بينا هذا الالتباس ومنشأه.
ويؤيد أن قرن المنازل ليس هو الجبل المطل على عرفات ما سيأتي في تحديد المسافة بين مكة وقرن المنازل، وأنّها تقرب من 94 كيلومتراً، أو واحد وخمسين