26
وأمّا وثيقتها من أسفلها: ففي حلقٍ متوسطة الغلظة مغروزة على ظهر الشاذروان، وعددها سبع وأربعون حلقة، وفي ربع الوجه البرقع وهو الستر الذي على الباب، وهو قطعتا حريرٍ أسود عرض الشّقة، طوله من أعلى الباب الى أسفل الجدار، عليه نقوشٌ وخواتيم عجيبة ومحاريب وقناديل شُغل الإبرة بخيط الفضّة الخالصة المُذَّهبة وغير المُذَّهبة، حتى طمست الحرير، ولم يظهر إلّاكأنه منسوجٌ، ومكتوبٌ على حواشيه: قُلْ هُوَ اللّٰهُ أحدٌ ولإيلافِ قُرَيشٍ وآية لقد صدَقَ اللّٰهُ رسُوُلَه الرُّؤيا بالحَقّ 1.
وأما كسوتها الباطنة: في تخريمتها وتبطينها وتزريرها وتوثيقها كالظّاهرة، غير أنّها ليست بموثقة من أسفلها، ولونها أبيض، وأسماء الصحابة مكتوبة عليها، وكسوةالأساطين والسقف مثلها.
وأما شاذروانها الأصلي المحيط: فارتفاعه ثُلثا شبرٍ وعرضه نصف ذراع، وفي كتب الشافعية مذكورة قصة وهي: «أنّ السيل هدم الكعبة قبل مبعث النبيّ صلى الله عليه و آله بعشرين سنة، فأعادت قريش عمارتها على البنيّة التي عليها اليوم؛ ولم يجدوا من الأموال الطيّبة ما يفي بالنفقة فتركوا من جانب الحِجر بعض البيت وأخّروا الركنين الشاميين عن قواعد إبراهيم عليه السلام وضيّقوا عرض الجدار الذي بين الركنين ] الحَجَر الأسود [ والشامي الذي يليه، وبقي من الأساس الذي كان مرتفعاً وهو الذي يُسمى شاذروان» .
وأنا لا اعتقد بهذا القول؛ لأن الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي رحمه الله روى في أول كتاب الحج من كتاب (من لا يحضره الفقيه) عن المعصومين عليهم السلام هذه العبارة الشريفة هكذا:
(وما في الحِجر شيء من البيت ولا قلامة ظُفرٍ) 2.
وعلى ظهر شاذروانها جُصٌّ مسندٌ الىٰ جدارها ارتفاع. . . قد صُفت عليه ألواح رخامٍ طولها ذراع ونصف، فصار لأجل ذلك محدودباً كلّه لا تثبت عليه رجلٌ إلّاعند الباب.
وأما مطافها: فهو مفروش