242
نبذة من حياته:
قال ابن قتيبة: هو من أهل نجد من الطبقة الاُولى 1. كان يعدّ من عشّاق العرب، وكان يشبّب بنساء منهنّ فاطمة بنت العبيد العنزية التي يقول لها في معلّقته:
أفاطمُ مهلاً بعض هذا التدلّل
وقد طرده أبو ه علىٰ أثر ذلك. وظل امرؤ القيس سادراً في لهوه إلى أن بلغه مقتل أبيه وهو بدمّون فقال: ضيّعني صغيراً، وحمّلني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكرَ غداً، اليوم خمرٌ وغداً أمرٌ، ثمّ آلى أن لا يأكل لحماً ولا يشرب خمراً حتّىٰ يثأر لأبيه 2.
إلى هنا تنتهي الفترة الاُولى من حياة امرئ القيس وحياة المجون والفسوق والانحراف، لتبدأ مرحلة جديدة من حياته، وهي فترة طلب الثأر من قَتَلة أبيه، ويتجلّى ذلك من شعره، الّذي قاله في تلك الفترة، الّتي يعتبرها الناقدون مرحلة الجدّ من حياة الشاعر، حيكت حولها كثير من الأساطير، التي اُضيفت فيما بعد إلى حياته. وسببها يعود إلى النحل والانتحال الذي حصل في زمان حمّاد الراوية، وخلف الأحمر ومن حذا حذوهم. حيث أضافوا إلى حياتهم ما لم يدلّ عليه دليل عقلي وجعلوها أشبه بالأسطورة. ولكن لا يعني ذلك أنّ كلّ ما قيل حول مرحلة امرئ القيس الثانية هو اُسطورة.
والمهم أنّه قد خرج إلى طلب الثأر من بني أسد قتلة أبيه، وذلك بجمع السلاح وإعداد الناس وتهيئتهم للمسير معه، وبلغ به ذلك المسير إلى ملك الروم حيث أكرمه لما كان يسمع من أخبار شعره وصار نديمه، واستمدّه للثأر من القتلة فوعده ذلك، ثمّ بعث معه جيشاً فيهم أبناء ملوك الروم، فلمّا فصل قيل لقيصر: إنّك أمددت بأبناء ملوك أرضك رجلاً من العرب وهم أهل غدر، فإذا استمكن ممّا
&