243أراد وقهر بهم عدوّه غزاك. فبعث إليه قيصر مع رجل من العرب كان معه يقال له الطمّاح، بحلّة منسوجة بالذهب مسمومة، وكتب إليه: إنّي قد بعثت إليك بحلّتي الّتي كنت ألبسها يوم الزينة ليُعرف فضلك عندي، فإذا وصلت إليك فالبسها على الُيمن والبركة، واكتب إليّ من كلّ منزل بخبرك، فلمّا وصلت إليه الحلّة اشتدّ سروره بها ولبسها، فأسرع فيه السمّ وتنفّط جلده، والعرب تدعوه: ذا القروح لذلك، ولقوله:
وبُدِّلْتُ قرحاً دامياً بعد صحّةٍ
فيالك نُعمى قد تحوّلُ أبؤسا
ولمّا صار إلى مدينة بالروم تُدعى: أنقرة ثقل فأقام بها حتّى مات، وقبره هناك.
وآخر شعره:
ربّ خطبةٍ مسحنفَرهْ
ورأىٰ قبراً لامرأة من بنات ملوك العرب هلكت بأنقره فسأل عنها فاخبر، فقال:
أجارتنا إنّ المزار قريبُ
وقد عدَّ الدكتور جواد علي والدكتور شوقي ضيف وبروكلمان وآخرون بعض ما ورد في قصّة امرئ القيس وطرده، والحكايات التي حيكت بعد وصوله إلى قيصر ودفنه بأنقرة إلى جانب قبر ابنة بعض ملوك الروم، وسبب موته بالحلة المسمومة، وتسميته ذا القروح من الأساطير.