225عماراً: أما أنه سيشهد معك مشاهد أجرها عظيم، وذكرها كثير، وثناؤها حسن 1.
«أي أبشر يا عمار فإنك ستموت شهيداً بيد فئة ظالمة وهي جماعة معاوية، التي كانت ضد عليّ وجيشه رضي اللّٰه عنهم، وكان عمار في جيش علي بصفين، فلما استشهد صلى عليه عليّ ودفن هناك رضي اللّٰه عنهم. . . وفيه أن علياً رضى الله عنه كان على الحقّ، وأنه كان أحقّ بالخلافة، لا شك في هذا، وفيه معجزة للنبيّ صلى الله عليه و آله لإنه إخبار بغيب وقع» هذا ما قاله الشيخ منصور علي ناصف من علماء الأزهر الشريف في تاجه الجامع للأصول 2.
الشهادة التي جاءت تسعى إلىٰ عمار وراح يسعى إليها بعد أن طال انتظاره لها قرابة خمسين سنة حتىٰ وافته وهو يربو على التسعين من عمره المبارك؛ لينال بها أرفع درجات العاملين، وأعلىٰ درجات المجاهدين، فوقع شهيداً، وقد أثخنته الجراح، وضرجته الدماء، وصار جسده موضعاً التقت به ضربات البغاة مع آثار سياط المشركين من قبل حين أظهر إيمانه بدعوة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله.
وهذا هو الخيار الذي ارتآه عمار لنفسه، أن يقف بجانب علي عليه السلام وأن لا يحيد عنه أبداً، وكيف يحيد وقد عهد إليه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: يا عمار إن رأيت علياً قد سلك وادياً، وسلك الناس وادياً غيره، فاسلك مع علي ودع الناس، إنه لن يدلك علىٰ ردى، ولن يخرجك من الهدىٰ.
لقد كان عمار رايةً للحقّ والهدىٰ فقد ذكر عبداللّٰه بن سلمة: رأيتُ عماراً يوم صفين شيخاً كبيراً، آدم، طُوالاً، أخذ الحربة بيده، ويده ترعد، فقال: والذي نفسي بيده، لقد قاتلتُ بهذه الراية مع رسول اللّٰه ثلاث مرّات وهذه الرابعة، والذي نفسي بيده، لو ضربونا حتىٰ يبلغوا بنا سعفات هجر، لعرفتُ أن مصلحتنا على الحقّ وأنهم على الضلالة (على الباطل) 3.
وفيما قاله عمرو بن العاص: . . . ولكنا كنا نراه صلى الله عليه و آله يحب رجلاً، قالوا: فمَن ذلك الرجل؟ قال: عمار بن ياسر، قالوا: قتيلكم يوم صفين، قال: قد واللّٰه قتلناه 4.