224خطاياه فتتحاتّ كما يتحاتّ ورق الشجر، وإن الكافر يُبتلىٰ، فيكون مثله كمثل البعير عُقل، فلا يدري لم عُقل، وأُطلق فلا يدري لم اطلق 1.
ومرّ عمار بن ياسر علىٰ ابن مسعود يَرْسُسُ داره، فقال: كيف ترىٰ يا أبا اليقظان؟ قال: أراك بنيت شديداً، وأمّلت بعيداً، وتموت قريباً 2.
ومن أقواله كفىٰ بالموت موعظة، وكفىٰ باليقين غنى، وكفىٰ بالعبادة شغلاً 3.
ومن دعائه رضوان اللّٰه عليه:
اللهم، اجعلني من عبادك الصالحين، وأعطني من صالح ما تعطي عبادك الصالحين، من الأمانة، والإيمان، والأجر، والعافية، والمال، والولد النافع غير الضار ولا المضر، ولا الضالّ ولا المضلّ 4.
وعن عبدالرحمن بن أبزى عن عمار أنه قال - وهو يسير علىٰ شط الفرات -: اللهم لو أعلم أن أرضى لك عني أن أتردىٰ فأسقط، فعلتُ. ولو علمتُ أن أرضى لك عني أن ألقي نفسي في هذا الماء فأغرق فيه، فعلتُ 5.
قال عمار: كنتُ أنا وعليّ رفيقين مع رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في غزوة العشيرة، فنزلنا منزلاً، فرأينا رجالاً من بني مُدْلج يعملون في نخل لهم، فقلت: لو انطلقنا! فنظرنا إليهم كيف يعملون، فانطلقنا فنظرنا إليهم ساعة، ثم غَشِينا النعاسُ، فعدنا الىٰ صور من النخل؛ فنمنا تحته في دقعاء من التراب، فما أيقظناإلّا رسولُ اللّٰه صلى الله عليه و آله، أتانا وقد تترَّبنا في ذلك التراب، فحرّك عليّاً برجله، فقال: قم يا أبا تراب، ألا أُخبرك بأشقى الناس؟ أحمر ثمود عاقر الناقة، والذي يضربك يا عليّ علىٰ هذا - يعني قرنه - فيخضب هذه منها، وأخذ بلحيته 6.
البشارة والشهادة:
في الوقت الذي ما زالت سياط الجلادين تلاحق جسد عمار، كانت كلمات البشير النذير محمد بن عبداللّٰه صلى الله عليه و آله هي الأخرىٰ تلاحقه لتكون شفاء له ورحمة: صبراً يا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة. ويح ابن سمية! تقتله الفئة الباغية. أبشر عمارُ تقتلك الفئة الباغية. آخر زادك من الدنيا ضياح لبن. قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله لعلي عندما ذكر