168الوحي تحت الشجرة، وجعل لهم هذا الجبل (كغار حراء) ثم اتخذ لهم ميداناً واسعاً كعرفة، حتى إذا أرادوا الحج ذهبوا لزيارته، وهو ميدان يسمّى (بكوه دن) و «كارتيزهزئي» الذي كان نهراً أو منبعاً للماء أصبح لهم بئر زمزم كما في مكة، ولكن من سوء حظّهم نضب ماؤها الآن بأفعالهم الخبيثة» 1.
والطريف أنّ معتنقوا هذا المذهب يؤكّدون بأن للرسول محمّد صلى الله عليه و آله أحاديث تؤكّد وتبشِّر بمجيء إمامهم الموعود (محمّد المهدي) فنرى الشيخ محمد قصر قندي في نسخته القلمية يقول:
«إنّ أبا بكر الصديق سأل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله: متىٰ يكون خروج المهدي؟ فقال صلى الله عليه و آله: السلام: «فقد يجيءُ بعد مماتي في بلاد الهند سنة سبع وسبعين وتسعمائة اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي» 2.
الحج في الصين
والصين كالهند، فهي ليست موطناً موحّداً لاُمّة واحدة، بل هي خليط من أجناس مختلفة الأصول متباينة اللغات غير متجانسة.
وقد حدّثنا المؤرِّخون بأحاديث مفصّلة عن تاريخها منذ (3000 ق. م) حتى العصر الحديث، عن عاداتهم، وتقاليدهم ودياناتهم. . . ولو أردنا استيعاب ذلك بأسره لطال الحديث بنا، ولكن لنأخذ نموذجاً يعطينا صورة من صور حجّهم وطريقتهم في الحج، علماً أن أشهر هيكل حج إليه الصينيون كان «هيكل السماء ومذبحه» اقتداءً بسنّة الإمبراطور العظيم «تاي دز ونج» : الذي كان يأتي هذا الهيكل في الساعة الثالثة من صباح رأس السنة الصينية للصلاة والدعاء لأسرته بالتوفيق والفلاح ولشعبه بالرخاء، ويقرب القربان للسماء التي يرجو أن تكون بصفّهِ لا في صفِّ عدوّه. وموقع هذا الهيكل بالقرب من سور «پيچنچ» التتاري الجنوبي، ويتكوّن مذبح هذا الهيكل من سلسلة من الدرج والشرفات الرخامية، التي كان لعددها الكبير ونظامها أثر سحري في نفوس الزائرين، والهيكل نفسه