167تقدّمنا إلى الهند في القرن الثامن الهجري، فسنجد نوعاً آخر من الحج المنحرف ينسبه أصحابه هذه المرّة إلى الإسلام، ذلك هو الحج على المذهب الذِكْري، وقد أسّس هذا المذهب: محمد المهدي الأتكي وضمّن آراءه في كتابه البرهان. وتبدأ قصّة هذا الحج كما كتبها (أحمد مولانا عبدالخالق رحمه الله) قال:
«كان الضال ملّا محمّد المهدي الأتكي يسكن في البنجاب، وانتقل منه من موضع إلى موضع حتى وصل إلى موضع مشهور في بلوشستان المسمّى ب (كيج) وبدأ يستفيد من جهّال هذه المدينة استفادة باطلة، ويدّعي بأنّه «المهدي الموعود» فصار مقبولاً عند الخاص والعام، ولم يمر وقت طويل حتّى كتب كتاباً ينبئ فيه اُمّته المضلة بأنّه قد نُسخت الشريعة المحمّدية بمجيئه في الدنيا، واعتقادها كفر ولا يحاسب أحد يوم القيامة عن أركانها الأربعة من الصوم والصلاة والحج والزكاة» 1.
وبهذا الكلام استطاع محمد الاتكي أن يصرف المسلمين سكّان تلك المنطقة عن الصوم والصلاة والزكاة، والحج إلى الكعبة المشرّفة؛ وابتكر لهم حجّاً مشابهاً للحج الاسلامي المحمّدي لأماكن شبيهة بمقدّسات مكّة المكرّمة كجبل عرفات وجبل ثور وغار حراء، وبنىٰ لهم كعبة ليحجّوا إليها. .
ويضيف أحمد مولانا & قائلاً: «والحجّ: - لا يحج معتقدو هذا المذهب - المذهب الذِكْري - إلى بيت اللّٰه الحرام الذي أمر المسلمون بزيارته. والحج في الأشهر الحرام به، وإنّما اتخذوا جبلاً معروفاً باسم (كوه مراد) حجّاً لهم حيث يقع في جنوب مدينة (تربت) وهو منسوب إلى نائبه الضال (ملّا مراد) ساكن تلك المدينة، فيحجّون في الأيام الأخيرة من شهر رمضان بدايةً من 27 من رمضان ويستغرق ثلاثة أيّام» 2.
ويضيف أحمد مولانا أيضاً: «إنّ محمد الأتكي ادّعىٰ أن كتابه (البرهان) 3أو بلغتهم (بركهور) كان ينزل عليه في جبل (كوه إمام) من خلال «مهبط الالهام» أو