154نفسه تقريباً في كلّ الهياكل. وأقسامه الأساسية هي: بُرجان ضخمان عند المدخل، وأمام كلّ من البرجين تنتصب مِسَلّة حجرية وسارية ترفرف عليها أعلام. وفي بعض المعابد يحيط بالمدخل صفّان من تماثيل «أبي الهول» 1وفي نهاية المدخل بوّابة تؤدي إلى باحة محاطة بالأعمدة، وفي نهاية الباحة «بهو الأعمدة» الذي لا يدخله إلّاالكهنة والمتنفّذون. ويلي «بهو الأعمدة» حجرة سرّية تحيط بها مقصورات تعجّ بالنفائس، وفي وسطها المركب المقدّس. بينما تمثال الإلٰه يوضع في فناء المعبد 2.
ثم صار الآلهة في آخر الأمر بشراً - أو بعبارة أصحّ أصبح البشر آلهة، ولم يكن آلهة مصر من الآدميين إلّارجالاً متفوّقين أو نساء متفوّقات خُلقوا في صورة عظيمة باسلة 3. فقد ألَّهوا (أزوريس) الذي أصبح قبره فيما بعد محجّةً لهم وللأجيال بعدهم. ويذكر لنا التاريخ أنّ المصريين القدماء كانوا يعتقدون أنّ آلهتهم تجتمع في معبد «أوزيرس» بمدينة «أبيدوس» في عيد هذا المعبود، فكانوا يحجّون إليه بهذه المناسبة، ولمدينة أبيدوس تاريخ ديني وسياسي مرموق، ففيها دُفن أقدم ملوك مصر، وإليها انتقلت عبادة «أوزوريس» وفي المكان المعروف اليوم «بأم العقاب» جعل المصريون قبره، وعُدت أبيدوس كعبة يطوفون بها حول قبر الشهيد «أزوريس» الذي صار لديهم (إمام الموتىٰ) والشهداء، لا يدخلون الجنّة إلّامن بابه، ويبنون لهم فيها مزارات. . .» 4.
ولهذا الشهيد اُسطورة تحكيها لنا الكتابات المسجلة علىٰ جدران المعبد باللغة «الهيروغليفية» . ولأهمية هذه الاسطورة الخرافية في معتقداتهم بحيث يصبح قبر بطلها كعبة يُحج إليها كلّ عام، ويُقدّم لها كل غالٍ ونفيس، تقول الاسطورة: «إنّه في قديم الزمان كان يحكم هذه البلاد ملك اسمه "جب" وكان له ولدان من الذكور واثنتان من الإناث. وزوّج الملك ابنه أوزوريس من اُخته ايزيس، كما زوج ابنه