153وتعدّدت الآلهة، وصُنفت إلى إلٰه الشمس وإلٰه القمر وإلٰه الخير وإلٰه الشر. . . ، وقدّسوا ظواهر الطبيعة من أشجار وغابات وجبال وأنهار وكواكب ووديان وأفلاك. وبعضهم الآخر قدّس قبور الموتىٰ وحيوانات معيّنة. . . وجعلوا منها أماكن ومراكز يزورونها في أوقات معيّنة وأكثرها زيارات الأعياد؛ لتكون زيارة جماعية موقتة بزمن ومكان، وإذا اجتمعت هذه الثنائية كوّنت حجّاً! .
الحج في حضارة وادي النيل
اشتهرت أرض مصر الفرعونية بالهياكل، والمقابر الضخمة كالاهرامات، وبتعدّد الآلهة إلّافي زمن اخناتون الموحِّد للآلهة.
فالهياكل انتشرت في أنحاء مصر القديمة وأشهرها «الكَرْنَكْ» و «الأُقصُر» و «إدْفُو» و «دَنْدارة» . وهذه الهياكل بعضها محفور في شاهق صخري كمعبد «أبي سِنْبل» في بلاد النوبة، الذي هو أشهر الهياكل وقيل أقدمها، وله أهمية كبيرة في نفوس المصريين القدماء، وحين تولّىٰ رمسيس الثاني عرش مصر نحته في الصخر الحيّ وأتمّ بناءه 1.
واعتقد المصريون بآلهة كثيرة، ولكنّهم آثروا عبادة اثنين كان لهم السبق علىٰ جميع الآلهة الاُخرى، أحدهما (أوزيريس) الذي لم يقهره الموت، والآخر هو الشمس التي تبهر البصر بضيائها في سماء مصر الصافية، هذا هو الإلٰه «رع» الذي كان أعظم الآلهة المصرية كإلٰه للأحياء، والذي أقام المصريون لعبادته أفخم معابدهم. ولم يكن الهرم إلّارمزاً مقدّساً له 2.
وكانت الهياكل علىٰ شكلٍ كبير من الضخامة؛ لتليق بالآلهة - كما يعتقدون - كمعبد «الكرنك» الذي يبلغ طوله حوالى (100) متر تقريباً. والتصميم المعتمد هو