155ست من أخته تفتيس. . ولأنّ أوزوريس كان طيب القلب عادلاً ملَّكه أبوه الوديان الخضر والسهول والأنهار. أما ست الذي كان شرّيراً حاقداً فقد ملّكه أبوه أرض الصحارى القاحلة والرمال القفر. وكان أوزوريس موسيقياً بارعاً أحبّهُ الناس، فحقد عليه أخوه ست، وتآمر مع آخرين حتىٰ صنع صندوقاً من الذهب الخالص بحجم أوزوريس، وزعم في حفل أقامه أنّه يهديه لمن يتسع له. . فأقام مأدبة واستلقىٰ فيه كثيرٌ حتى استلقى الأخ، فأمر ست بإغلاق الغطاء وإلقائه في النيل. وراحت الأمواج تتقاذف الصندوق. . ووظّفت زوجته الوفية، ما لديها من علوم السحر، حتّىٰ عرفت محلّه الذي استقر فيه الصندوق. فركبت سفينة انطلقت بها. . وتحايلت علىٰ ملك ببلوس الذي احتفظ بالصندوق، وكشفت له عن شخصيتها، وأماطت اللثام عن سيّدها، فسمح لها باسترداد الصندوق. وإذ حلَّ عليها المساء، نامت فوق الصندوق الذي فيه زوجها، فجاءتها الرؤيا وهي نائمة بأنّها حملت من روح زوجها، وعندما عادت إلىٰ مصر اختفت ومعها الصندوق في جزيرة فيلة خوفاً عليه من (ست) . وظلّت مختفيةً حتى ولدت «حورس» . وعثر (ست) على الصندوق، وقطّع جثة أوزوريس إلى (16) قطعة بعثرها في جميع مقاطعات مصر، وفتشت الزوجة الوفية فعثرت عليها إلّاالقدم اليمنىٰ. . وكانت هذه القدم تجلب الخير والخصب والطمى؛ لتنمو ربوع مصر بالخير والفيضان للنيل، ومنذ تلك اللحظة صار أوزوريس ملكاً للموتىٰ يتولىٰ حسابهم في الآخرة، وأصبح ابنه «حورس» من بعد هو الإلٰه. . ونُصب له تمثال برأس الصقر الذهبي. .» 1.