65على شاتم الرسول؛ 1وبعد أن ينقل رواية للبرقاني في صحيحه:
«لا تسبّوا أصحابي، دعوا لي أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق كل يوم مثل أحد ذهباً، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» .
يقول: والأصحاب جمع صاحب، والصاحب اسم فاعل من صحبه يصحبه، وذلك يقع على قليل الصحابة وكثيرها - يعني صحبه قليلاً أو صحبه كثيراً -.
لأنه يقال: صحبته ساعة - إذن من صحب النبي (ص) ولو ساعة فهو صحابي، وهذا يعصمه في الدنيا والآخرة، بمجرد أنه صحب النبي (ص) لساعة واحدة، هذا عاصم له، فهو صادق لا يكذب أبداً، وإذا قتل أيضاً يذهب إلى الجنة، وفي الآخرة النار محرمة عليه، هذه نظرية هؤلاء القوم - قال: صحبته ساعة، وصحبته شهراً، وصحبته سنةً، قال الله تعالى: وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ . 2قد قيل: هو الرفيق في السفر، وقيل: هو الزوجة. ومعلوم أنّ صحبة الرفيق وصحبة الزوجة قد تكون ساعة فما فوقها، وقد أوصىاللهبه إحساناً مادام صاحباً، وفي الحديث عن النبي (ص) :
«خير الأصحاب عندالله خيرهم لصاحبه. . .» .
إذن الشيخ ابن تيمية من أولئك الذين يعتقدون أنّ مصاحبة الشخص لرسولالله (ص) ساعة، تكفي في أن يجعله عادلاً في الدنيا، معصوماً لا يكذب عمداً.
نعم، هم يعتقدون أنه عادل، والعادل قد يخطئ، ولكن يخطئ سهواً، يخطئ نسياناً، لا أنه يخطئ عمداً، وإلا إذا أخطأ، أو سبّ، أو أبغض، أو فعل ما فعل عمداً، يسقط عن العدالة، والصحابي عندهم لا تسقط عنه العدالة