66أبداً، ليس أنه تارة يكون عادلاً، وأخرى يكون فاسقاً، لا أبداً، هم يرون أنّ الصحابي عادل في الدنيا دائماً وأبداً، حتى لو قتل خليفة المسلمين فهو مجتهد أخطأ، وهذا ما صرحوا به ونقلنا كلمات ابن كثير.
و معاوية مع أنّ النبي (ص) سمّاه الفئة الباغية، وقال (ص) :
«يا عمار تقتلك الفئة الباغية» . قالوا: نعم، هو كان باغياً، ولكنه مع ذلك فهو مجتهد أخطأ له أجر، والمجتهد المصيب له أجران، وهكذا حتى بالنسبة لقتل الإمام الحسين (ع) في كربلاء، فابن كثير يقول: تأول جماعة، فتصوروا أنّ الحسين يريد أن يفرق وحدة المسلمين، ففعلوا ما فعلوا، ويزيد لم يكن راضياً عن هذا العمل إلى آخره، هذا بحثه سيأتي.
فخلاصة نظرية مدرسة الصحابة بشكل عام وبالخصوص نظرية الشيخ ابن تيمية: أنّ مجرد صحبة ساعة لشخص مع النبي (ص) يجعله عادلاً مادام في الدنيا، وناجياً من النار في الآخرة، ومن أهل الجنة جزماً، وقد قرأنا عبارات الأعلام في هذا المجال، ومنها ما جاء في كتاب الإصابة، وقال أبومحمد بن حزم: «الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعاً» . 1
ولو قتلوا علي بن أبي طالب، ولو قتلوا عماراً، ولو قتلوا الخليفة الثالث عثمان بن عفان، ولو قتلوا الحسين بن علي في كربلاء، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وإمامان إن قاما وإن قعدا، حتى من قتلهما يدخل الجنة. فهما في الجنة وقاتلهما معهما في الجنة! أي منطق هذا؟ ! وأي دين هذا؟ !
وأنا لا أقول: إنّ جميع مدرسة الصحابة هذا منطقهم، ولكنه منطق هذه النظرية، التي تعتقد بعدالة الصحابة كلهم، وأنهم من أهل الجنة قطعاً.