42أن عدد الصحابة ليس له حدٌّ. فكل الذين آمنوا برسولالله (ص) وأسلموا على يده (ص) فهم صحابة، إلا من لم يأت إلى المدينة، ولم يرَ رسولالله (ص) . ولذا الجزري يقول: «وأصحاب رسولالله على ما شرطوه كثيرون، لا يمكن عدّهم. فإن رسولالله (ص) شهد حنيناً ومعه اثنا عشر ألفاً سوى الأتباع والنساء» فقط الرجال كانوا اثني عشر ألفاً، فإذا حسبت النساء، يصلون إلى العشرين أو الثلاثين أو الأربعين ألفاً.
«وجاء إليه «هوازن» مسلمين، فاستنقذوا حريمهم وأولادهم، وترك مكة مملوءة ناساً، وكذلك المدينة أيضاً، وكل من اجتاز به من قبائل العرب كانوا مسلمين، فهؤلاء كلهم لهم صحبة» . وقد شهد معه معركة تبوك من الخلق الكثير مالا يحصيه ديوان، وكذلك حجة الوداع وكلهم له صحبة، ولم يذكروا إلا هذا القدر وهو سبعة آلاف وسبعمئة وثلاثة من الأصحاب رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً، هؤلاء الذين أحصيناهم هؤلاء الذين وجدنا أسماءهم، ولميذكروا إلا هذا القدر، إذن الصحابي: كل من رأى رسولالله (ص) ولو كان الرسول (ص) على فراش الموت، ولو لم يغزو معه، ولو لم يخرج معه ولو ولو. . . .
الخطورة!
فما هو الأمر الخطير المترتب على ذلك؟
أقول: إذا كان كل همهم أن يثبتوا أن هذا الشخص صحابي، لا محذور فيه. حتى وإن لم يرَ رسولالله (ص) حيّاً بل رآه ميّتاً، فلا مشكلة في هذا، ولكنّ المشكلة والخطورة تكمن فيما ترتبه مدرسة الصحابة على الصحبة.