31قال: «لما حضر رسولالله وفي البيت رجال -حضر يعني حضره الموت - فقال النبي (ص) :
«هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده» .
فعلينا أن نلتفت أنّ رسولالله (ص) هو الطالب، هو الناطق،
«هلم أكتب لكم كتاباً. . .» وأنّ طلبه هذا يندرج تحت وَمَا آَتَاكُمُ. . . وأنه الذي قال فيه تعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَي إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَي ممن هو مرتبط بالشريعة؛ ليس مرتبطاً بأمور عادية، أو بأمور حياتية دنيوية. وفيه نجاة أمته من الضلالة.
والعجيب أنّ في حديث الثقلين جاءت:
«لن تضلوا» وهنا أيضاً
«لا تضلوا بعده» . إذن يوجد توافق بين الحديثين، وهو شاهد صدق لهذا الحديث، لأن حديث الثقلين متواتر، وهذا الحديث أخبار آحاد. و قد يقول قائل: هذا خبر واحد لا يعتمد عليه. وجوابنا أنّ فيه قرائن تدل على صدقه. . .
وأيضاً
«فقال بعضهم: إنّ رسولالله قد غلبه الوجع، قال: حسبنا، قال: فلقد غلبه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهلالبيت واختصموا. . .» .
فهذا النصُّ لا يعيّن من هؤلاء الرجال، ولكن المراد من أهلالبيت هم يقيناً من أعيان الصحابة؛ لأنّه من يدخل على رسولالله وهو مريض، ويحضر عنده حال الوفاة، إلا إذا كانوا من كبار الصحابة.
وتتمة النص: «فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده، ومنهم من يقول: غير ذلك، فلما أكثروا اللغو والاختلاف، قال رسولالله (ص) :
«قوموا» . قال عبيد الله: فكان يقول ابن عباس: إنّ الرزية كل الرزية ما حال بين رسولالله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب؛ لاختلافهم