30قال رسولالله:
«ما إن تمسكتم بهما» .
وقد يعرض لنا سؤال: هل القرآن والسنة أحدهما يكمل الآخر؟ الجواب لا، هذا في المحور الثاني إن شاء الله سنجيب عنه. وهو أن القرآن في أي شيء يحتاج إلى السنّة. وأن السنّة في أي شيء تحتاج إلى القرآن؟ وهل القرآن فعلاً يحتاج، وأن السنّة فعلاً تحتاج، أو نحن الذين نحتاج؟
الدليل الثالث؛ الإجماع:
وهو الإجماع العملي: فإذا لم يكن للسنّة دور، فلماذا هذه المجاميع والمصادر الحديثية والعلوم؟ وهذا من أهم الأدلة في المقام. الحديث بالمئات بل بالآلاف، سواء على مستوى مدرسة الصحابة: الصحاح، المسانيد. أو على مستوى مدرسة أهلالبيت (عليهم السلام) : التهذيب، والكافي، ومن لايحضره الفقيه، وإلى غير ذلك؛ هذا يكشف عن أن هؤلاء جميعاً اتفقوا على أن للحديث وللسنّة دوراً في هذا المجال. هذا هو الاتجاه الأول خلاصةً وإجمالاً.
الاتجاه الثاني:
وهو الاتجاه الذي يظهر من البعض أنه لا حاجة للسنّة
«حسبنا كتابالله» «كتاب الله حسبنا» كلا اللفظين وردا، لا نحتاج إلى غيره. وهناك شواهد تاريخية أثبتت عكس ذلك، ومنها النصّ التالي، الذي ورد في صحيح البخاري في مواضع عديدة:
الموضع الأول: الحديث في باب مرض النبي ووفاته (ص) في كتاب المغازي 1، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة، عن ابن عباس