29قال تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطَاعَ اللهَ . 1لأنّه: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَي إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَي .
إذن تكرار الإطاعة، أو تكرار الأمر بالإطاعة، يكشف لنا أن الرسول صدرت منه مجموعة من السنن، التي نعبر عنها بالسنّة النبوية. وطاعة الله تتجلّى بطاعة الرسول. وطاعة الرسول أيضاً هي طاعة لله سبحانه وتعالى.
الدليل الثاني؛ النقلي:
إنّ الدليل النقلي المتواتر المتفق عليه بين جميع المسلمين، ولا يوجد فيه مخالف واحد هو: حديث الثقلين.
قد يقال: حديث الثقلين مختلف فيه، بعض يقول: وعترتي، وبعض يقول: وسنتي.
أقول: سواء كان وعترتي أو كان وسنتي، يُثبت هذا الحديث بلفظيه أن النجاة من الضلال تمرّ ليس فقط عبرالكتاب، وإنما عبر الكتاب والعترة أوالسنّة، فلا إشكال إذن حديث الثقلين بكلا اللفظين يثبت دوراً للسنّة.
فبنصِّ حديث الثقلين أن السنّة لها أثر واضح، إلا أن النجاة من الضلالة متوقف على التمسك بالثقلين؛ لأنّه (ص) قال:
«ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً» بهما لا بأحدهما، إذن كتاب الله وحده لن ينجي من الضلالة، السنّة من دون كتاب الله أيضاً لا تنجي من الضلالة، من الذي ينجي الإنسان من الضلالة؟ كتاب الله وسنتي، وإن كنت أعتقد أن وسنتي لا معنى له إلا وعترتي، وبحثه سيأتي، ولكن تنزلاً وقبولاً أفترض أن الحديث وسنتي. إذن هذا معناه أن للسنّة دوراً أساسياً ومركزياً ومحورياً كما