29من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم، وجب أن يكون معصوماً عن الخطإ، فثبت قطعاً أنّ اُولي الأمر المذكور في هذه الآية لابد وأن يكون معصوماً. 1
ثم إنّ بعض المفسّرين حمل «اُولي الأمر» على الأمراء والسلاطين، ومن المعلوم أنّ أُولئك غير معصومين، بل أكثرهم من الفسقة والفجرة الذين يتعاملون بحقوق الشعوب بالحرمان والعصيان، وبعضهم فسّره بالعلماء من أهل الحل والعقد، وهذا أيضاً كالتفسير السابق إذ ليسوا بمعصومين قطعاً.
وأمّا تفسيرهم بالخلفاء الراشدين فغير تامّ جدّاً؛ لأنّه يستلزم اختصاص الآية بفترة خاصّة لا تتجاوز الأربعين سنة.
فعلى المفسّر المحقّق أن يتحرّى عن المراد ب- «اُولي الأمر» فلامعنى لأن يأمر الله سبحانه بإطاعة اُولي الأمر ولكن لم يعرّفهم.
والذي يجب أن يقال: إنّهم عبارة عن الخلفاء الاثني عشر الذين عرّفهم الرسول (ص) بتعابير مختلفة.
أخرج مسلم في الصحيح عن النبي (ص) قال: «لايزال الدين قائماً حتّى تقوم الساعة، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلُّهم من قريش» . 2
إنّ أحاديث الأئمة الاثني عشر من الروايات الواردة في صحيحي البخاري ومسلم بطرق وصور مختلفة، كلّها تحكي عن أنّ النبي (ص) أخبر عن اثني عشر خليفة من بعده، بهم أنيط عزّ الإسلام وقوامه، وبما أنّ المقال لا يسع لنقل هذه الروايات فللطالب أن يرجع إلى الصحيحين. 3
وقد مرّ أن تفسير اُولي الأمر بالخلفاء الراشدين، يستلزم اختصاص الآية