28وقال: أطيعوا الرسول واُولي الأمر منكم، ومن المعلوم أنّ إطاعة الرسول غير مقيّدة بشيء؛ لأنّه معصوم لا يأمر إلاّ بالحق وما فيه رضا الله تعالى، فاقتضى أن يكون اُولو الأمر كذلك أيضاً فتجب إطاعتهم مطلقاً، ومن كان كذلك فهو معصوم قطعاً.
وإن شئت فصغه في قالب الكبرى والصغرى، وقل:
اُولو الأمر مَن وجبت إطاعتهم مطلقاً.
ومن وجبت إطاعتهم مطلقاً فهم معصومون.
ينتج: اُولو الأمر معصومون.
وهذا ممّا لا كلام فيه، فقد اعترف بما ذكرنا الفخر الرازي في تفسيره وقال: إنّ الله تعالى أمر بطاعة اُولي الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية، ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع، لابد أن يكون معصوماً عن الخطإ، إذ لو لم يكن معصوماً عن الخطإ، كان بتقدير إقدامه على الخطإ يكون قد أمر الله بمتابعته، فيكون ذلك أمراً بفعل ذلك الخطإ، والخطأ لكونه خطأُ منهي عنه، فهذايفضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبارالواحد، وأنّه محال، فثبت أنّ الله تعالى أمر بطاعة اُولي الأمر على سبيل الجزم، وثبت أنّ كلّ