9
2. اُسطورة فتور الوحي
ما ذكرناه اُسطورة باطلة تتعلّق بحياة النبي (ص) أيام طفولته، وإليك اُسطورة اُخرى تتعلّق ببدء البعثة، أي بعد نزوله من غار حراء، ونزول الآيات الخمس الأُولى من سورة العلق عليه، حيث إنّ المشركين أشاعوا أنّ محمداً قد قلاه ربه وتركه، ولو كان منالله تعالى لتتابع عليه نزول الوحي، فنزل - رداً على هذه الشائعة - قوله سبحانه: (وَ الضُّحى * وَ اللَّيْلِ إِذا سَجى * ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ ما قَلى) .
ونحن وإن لا ننكر وجود هذه الشائعة، ولكن نناقش ما تداول فى كتب التفسير والسيرة حول هذه الأسطورة وهي: احتباس الوحي عنه (ص) وما ذكروا له من أسباب، وإليك خلاصة كلامهم:
قالوا : . . . احتبس الوحي عنه (ص) اثني عشر يوماً وقيل: أربعين يوماً، ثم ذكروا أسباباً مختلفة نشير إلى بعضها:
1. إنّ المسلمين قالوا: ما لكَ لا ينزل عليك الوحي يا رسول الله؟ !
فقال (ص) : «وكيف ينزل عليَّ الوحي وأنتم لا تنقّون براجمكم، 1ولا تقلّمون أظفاركم» .
2. وقيل: لمّا نزلت السورة قال النبيّ (ص) لجبرائيل (ع) : «ما جئت حتّى اشتقتُ إليك» ، فقال جبرائيل (ع) : وأنا كنت أشدّ إليك شوقاً، ولكنّي عبد مأمور، وما نتنزّل إلاّ بأمر ربّك.
3. وقيل: سأل اليهودُ رسولَ الله (ص) عن ذي القرنين وأصحاب الكهف، وعن الروح. فقال: «ساُخبركم غداً» ، ولم يقل: إن شاء الله؛ فاحتبس عنه