٨
أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) . ١
فلو لم تكن في النبيّ يوسف (ع) حاجة جنسية شديدة، لما كان لهذا الردّ قيمة ولا فضل بين العقلاء.
فكذلك النبيّ (ص) إنّما بلغ هذه المرتبة والمكانة؛ لأنّه كان ذا قدرة على المعصية، إلاّ أنّه لم يعصالله طرفة عين حتى لقائه بالرفيق الأعلى.
وثانياً : أنّ عليّاً (ع) كان أعرف الناس بحالات النبي (ص) وبمحطات حياته وملابساتها؛ لأنّه كان ربيب بيت النبيّ (ص) ، إذ ربّاه في حجره منذ أن كان وليداً، ومع ذلك لم نجد في كلامه إشارة إلى تلك العملية الجراحية الّتي اُجريت لأخيه (ص) ، وإنّما قال، وهو يصفُ أيّام طفولته (ص) بعد الفطام بقوله: «لقد قرنالله به (ص) من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره» . ٢
فإذا كان للنبيّ (ص) عندالله تلك المنزلة، فأيّ حاجة لنزول ملكين؛ لكي يشقّان بطنه أو صدره على وجه يدخل الخوف والفزع عليه، ويصير لون وجهه كلون النقع، ويخرجان مغمز الشيطان من بطنه أو صدره، أو يغسلان أحشاءه، إلى غير ذلك ممّا يشبه الأساطير؟ !
قال المفسّر الكبير الطبرسي، وهو ينكر قسماً من روايات المعراج: وكذلك ما رُوي أنّه [يعني جبريل] شقّ بطنه وغسله؛ لأنّه (ص) كان طاهراً مطهّراً من كلّ سوء وعيب، وكيف يطهر القلب وما فيه من الاعتقاد بالماء؟ ! ٣