10الوحي هذه الأيّام، فاغتمّ لشماتة الأعداء، فنزلت السورة تسلية لقلبه.
4. وقيل: إنًّ النبيّ (ص) رمي بحجر في إصبعه فدُميَتْ، فقال:
هل أنت إلاّ إصبع دُميت
وفي سبيلالله ما لقيت. 1
فمكث ليلتين أو ثلاثاً لا يوحى إليه.
وقالت له أمّ جميل بنت حرب، امرأة أبي لهب: يا محمّد ما أرى شيطانك إلاّ قد تركك، لم أره قَرُبكَ منذ ليلتين أو ثلاث؛ فنزلت السورة. 2
مختارنا في هذه المسألة:
إنّ هذا النوع من الاختلاف الهائل في سبب الاحتباس ومدّته، يثير الشك في صحّة هذا السبب، الذي لم يزل يُتناقل بين أصحاب التفاسير، حتى أنّ الدكتور محمدحسين هيكل أرسله إرسال المسلّمات في كتابه: «حياة محمد» وقال: انتظر هداية الوحي إيّاه في أمره، وإنارة سبيله، فإذا الوحي يفتر، وإذا جبريل لاينزل عليه. . . إلى أن قال: وقد روي أن خديجة قالت له: ما أرى ربّك إلاّ قد قلاك، وتولاّه الخوف والوجل، فهما يبتعثانه من جديد، يطوي الجبال وينقطع في حراء، يرتفع بكلّ نفسه ابتغاء وجه ربّه، يسأله: لِمَ قلاه بعد أن اصطفاه؟ ولمْتكن خديجة أقلّ منه إشفاقاً ووجلاً. . . وإنّه لكذلك تساوره هذه المخاوف، إذ جاءه الوحي بعد طول فتوره، وإذ نزل عليه بقوله تعالى: (وَالضُّحى) . 3
ورؤية هيكل هذه، لها أصل في الصحاح، وقد صقَلها وصبّها في قالب القصص الروائية! ! والعجب أنّ رجلاً مثقّفاً كهيكل اعتمد على ذلك! !