29نسبت إليه أناجيل كثيرة مضطربة مختلفة، لا يمكن تمييز الحق من الباطل منها بسهولة.
وخلاصة الأمر: أنّ الشاب الغربي لم يعثر على شيء ملموس؛ يؤدّي به إلى الاطمئنان بأصالة هذه الشخصية، والركون إلى أنّها واقعة حقيقة لا يمكن التردّد فيها.
ومن هنا ينبغي علينا نحن المسلمين أن نأخذ العبر والدروس من التاريخ المسيحي، وأن نسعى بكلّ ما أُوتينا من قوّة وجهد في سبيل صيانة الآثار الإسلامية عامّة، وآثار الرسول الأكرم (ص) خاصة؛ مهما كانت صغيرة، وذلك لأنها تمثّل الشاهد الحي على أصالتنا وأحقية دعوتنا، وأن نتجنّب تدميرها بمعول محاربة الشرك، الذي اتّخذه البعض - وللأسف الشديد - ذريعة للقضاء على هذا التاريخ الأثري الملموس، والمعلَم الإسلامي المهم، كي لا يصيب أجيالنا القادمة ما أصاب الشاب الغربي من داء الترديد والشك في شخصية السيد المسيح (ع) .
القرآن الكريم وحفظ الآثار
لقد أكّد القرآن الكريم أنّ الأُمم السالفة كانت تحتفظ بآثار أنبيائها، وتحافظ عليها، وتصونها وتتبرّك بها، وكانت تحملها معها في الحروب، ليتسنّى لها من خلال التبرّك بها التغلّب والانتصار على عدوهم.
ومن النماذج التي ذكرها القرآن الكريم في هذا المجال صندوق بني إسرائيل، الذي كانت فيه موارث آل موسى و هارون، قال تعالى:
( وَ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذلِكَ لآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ