11السماء هو إله الأرض، وليس هناك آلهة بحسب الأنواع والأقوام، فالضمير «هو» مبتدأ ولفظ الجلالة خبر، والمعنى هو المتفرد بالإلهيّة في السماوات، فوزانها وزان قوله سبحانه: وَ هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَ فِي الأرْضِ إِلهٌ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ . 1فإنّ اللفظين في الآيتين بمعنى واحد، بمعنى أنّ لفظ الجلالة في الآية الأُولى خرج عن العلَمية وعاد إلى الكلّية والوصفية، ولذلك صحّ جعله مكان الإله في الآية الأُولى، وجيء بنفس لفظ الإله في الآية الثانية.
السابع: معنى «الإله» في تثليث النصارى
حكى القرآن الكريم عقيدة النصارى في الله سبحانه، وهي ما تُعرف بعقيدة التثليث، وتتلّخص في وجود ثلاثة أقانيم، هي: الأب، والابن، والروح القدس، أي أنّ هناك إلهاً أباً، وإلهاً ابناً، وإلهاً باسم: الروح القدس.
وهذا القول لا يخلو من أمرين: إمّا أن يكون كل واحد من هذه الأقانيم الثلاثة جزءاً تشكّلُ وجوده سبحانه، وعندئذ تُصبح له شخصية واحدة ذات أجزاء، أو أن يكون كُلّ واحد منها ذا شخصية مستقلة؛ وعلى كل تقدير فالجميع عندهم إله، يقول سبحانه: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَ قالَ الْمَسِيحُ يا بَنِي إسْرائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمْ إنّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأواهُ النَّارُ وَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أنْصارٍ 2ثم قال سبحانه: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَ ما مِنْ إلهٍ إلاَّ إلهٌ واحِدٌ وَ إِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ . 3ففي الآية الأُولى يحكي عنهم قولهم أنّ الله هو المسيح بن مريم، فالمسيح عندهم هو الله المتجسد.