301وقد مضى مسلم في مهمته دون أن يتردّد أو يجبن، وليس كما زعم من ذكر أنه أرسل رسالة اعتذار إلى الإمام عن إنجاز المهمة، وأنه طلب إليه أن يكلف شخصاً آخر بها.
إنّ ما ورد بهذا الخبر يتناقض وما عرف عن مسلم وصلابته في الحق، وما عرف عن مواقفه القوية، وليس أدلّ من ذلك تصديه بمفرده لأعداد كبيرة من أعدائه، وعدم استطاعتهم التغلب عليه إلاّ بمكيدة غادرة، ثم موقفه الشجاع بوجه ابن زياد وهو أعزل.
كما أنه يتناقض مع ما عُرف من استعداداته الخلقية والنفسية التي جعلت الإمام (ع) يختاره من بين كل أصحابه وأهله لهذه المهمة الشاقة.
في بيت المختار الثقفي:
ثم أقبل مسلم حتى دخل الكوفة، فنزل دار المختار بن عبيدة، وهي التي تدعى اليوم دار مسلم في المسيب، وأقبلت الشيعة تختلف إليه. 1وكان اختيار مسلم لدار المختار صائباً وموفقاً، فالمختار من الشخصيات النادرة القوية التي التزمت خط أهل البيت (هم) .
وأقبلت الشيعة تختلف إليه، فكلما اجتمعت إليه جماعة منهم قرأ عليهم كتاب الحسين (ع) فيبكون، ويعدونه من أنفسهم القتال والنصرة. 2وقد ألقيت خطبة حماسية أمام الوفود التي جاءت لتقديم البيعة، وكان الخطباء بمستوى أقوالهم، وقد استشهد بعضهم مع الإمام (ع) فعلاً.