302قال عابس بن أبي شبيب الشاكري موجهاً الخطاب لمسلم: فإني لا أخبرك عن الناس، ولا أعلم ما في أنفسهم، وما أغرك منهم، والله لأحدثنّك عمّا أنا موطّن نفسي عليه، والله لأجيبنكم إذا دعوتم، ولأقاتلنّ معكم عدوّكم، ولأضربنّ بسيفي دونكم حتى ألقى الله، لا أريد بذلك إلا ما عند الله.
وقد اختلف المؤرخون حول عدد الذين بايعوا مسلم للإمام الحسين (ع) فذكر أغلبهم أنهم كانوا ثمانية عشر ألفاً. 1وهو عدد كبير يشكّل جيشاً قوي الشكيمة لو أنهم استمروا على مواقفهم خلف مسلم.
لذلك كتب مسلم إلى ابن عمه الحسين (ع) في رسالة له، وهو يقول فيها: «أما بعد، فإن الرائد لا يكذب أهله، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً، فعجّل الإقبال حين يأتيك كتابي، فإن الناس كلهم معك، ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى، والسلام» . 2مضت الدعوة إلى الحسين تتسع في الكوفة وجوارها، وأصبح الناس يهتفون باسمه حتى ضاق الأمر على النعمان بن بشير الأنصاري والي الكوفة؛ فكتب أنصار الأمويين إلى يزيد بن معاوية بالشام، وعرّفوه إقبال الناس على مسلم ودعوته، وبيعة الحسين (ع) ، وضعف الوالي النعمان.