300عندما وردت كتب أهل الكوفة إلى الحسين (ع) تستدعيه، وتعلن ولاء العراقيين له، واستعدادهم ليكونوا خلفه جنداً مجنّدة، دعا (ع) مسلم بن عقيل فسرحه مع قيس بن مسهر الصيداوي، وعُمارة بن عُبيد السلولي، وعبد الرحمن بن عبد الله بن الكدن الأرحبي، فأمره بتقوى الله وكتمان أمره واللطف، فإن رأى الناس مجتمعين، مستوثقين عجّل إليه بذلك. 1لقد بعثه إلى الكوفة ليكشف له حقيقة هذا الأمر والاتفاق، فإن كان متحتماً، وأمراً حازماً محكماً، بعث له ليركب في أهله وذويه ويأتي الكوفة. 2أجل، أرسله الإمام الحسين (ع) إلى أهل الكوفة بعدما تواترت عليه كتبهم ورسائلهم، وأنفذ معه كتاباً إليهم: «وأنا باعث إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي. 3
وقد أوصاه قائلاً: «إني موجّهك إلى أهل الكوفة، وسيقضي الله من أمرك ما يحب ويرضى، وأنا أرجو أن أكون أنا وأنت في درجة الشهداء، فامض ببركة الله وعونه حتى تدخل الكوفة، فإذا دخلتها فانزل عند أوثق أهلها، وادع الناس إلى طاعتي، فإن رأيتهم مجتمعين على بيعتي فعجّل عليّ بالخبر حتى أعمل على حسب ذلك إن شاء الله تعالى» .