13سلّماً للصعود إلى البيت المعمور هكذا ثانياً، و من هنا يصح أن يقال: «الكعبة! و ما أدراك ما الكعبة؟ ! حيث إنّ الطائف لا يرى منها إلاّ حجراً لا يضرّ و لاينفع» كما أنّ قارئ القرآن لا يسمع إلاّ لفظاً عربياً، و لكنه لا يدري من أين تجلّى؟ و من أين نزل في القوس النزولي؟ و إلى أين يصعد و يترقّي في القوس الصعودي؟ 
  إنّ كلمة «ياء» التي أضيف إليها لفظ البيت في قوله تعالى: طَهِّرَا بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ. . . . 1ليست إضافةً اعتبارية، بل تحكي الإضافة الإشراقية التي يكون المضاف فيها تابعاً للإضافة، بخلاف ما في الاعتبارية منها، حيث إنّ الإضافة فيها تابعة للمضاف، كما أنّها تابعة للمضاف إليه. 
  والحاصل أنّ إضافة البيت إلى الله تشريفية، تحكي شرافة المضاف تكويناً لا اعتباراً صرفاً، و أنّ التشريف التشريعي يساوق التكوين، إذ الشريعة الإلهية عين الحكمة بلا جزافٍ، و متن الواقعيّة بلا تسامحٍ و لاتساهلٍ. 
  و إن شئت فقارن هذه الإضافة و الإضافة التي في قوله تعالى: وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى . 2إذ المضاف هناك أي الروح موجود مجرّد ملكوتي من أمر الله، و له شأوٍ قاصٍ تحكيه الإضافة المذكورة و إن يكن بين الروح الإنساني المنفوح فيه من الله، و بين ظاهر الكعبة المنبة من أحجار