11جداره، و سقفه، و بابه، و ميزابه، و كلّ ما يتعلّق به توحيداً خالصاً لله الذي ليس كمثله شيء. 
  ثمّ إنّ تلك الكلمات الطيّبة حقيقة العرش الذي هو رقيقتها، و يكون العرش حقيقة البيت المعمور الذي هو رقيقته، و يكون البيت المعمور حقيقة بيت الله في الأرض (الكعبة) الذي هو رقيقته، و من هنا يتبين أنّ نزول الكعبة إلى الأرض بالتجلّي الخاص لا التجلّي العام الذي يصحبه التجافي أحياناً، و أنّ معنى ما قد يقال: إنّ الكعبة من تخوم الأرض إلى عنان السماء قبلةٌ, له معنى دقيق في الفقه الأكبر و الأوسط، كما أنّ له معنى رائجاً في الفقه الأصغر، و أنّ صغر الفقه و كبره يرجعان إلى المحتوى الناظر إلى الجهاد الأصغر و الأكبر، إذ لا يمكن الفتح في الجهاد الأكبر بسلاح الفقه الأصغر، لأنّ لكلّ جهادٍ سلاحاً، و ظَفَراً، و غنيمةً، كما أنّ له هزيمة و غرامة، و أنّ قلبَ المؤمن إنّما يصير عرش الرحمن، إذا التزم بجميع ما في الفقهين الأصغر و الأكبر، و عرفه واعترف به، و آمن بذلك، و عمل به خالصاً لله، البريء مِن الرّياء، و السمعة، و ما إلى ذلك من هوى النفس، فلابدّ من تضحيتها، و تزكية الروح، و تذكية العقل، حتى يليق بأن يصعد، و يصير بنفسه بمنزلة عرش الرحمن، فحينئذٍ إذا أفيض على قلبه شيءٌ من المعارف العلمية، أو العملية، يصير ذلك كلمةً عرشية، لأنّها أفيض على عرش الرّحمن و استقرّ عليه، و كلّ ما يستقرّ على العرش يصير عرشياً، فتلك المعارف تصير حكماً عرشية، كما هو المعهود لدى أبناء التحقيق؛ لا أنّ كل مطلبٍ عريقٍ عميقٍ دقيقٍ يستحقّ بأن يُعبّر عنه بالحكمة العرشية؛ لأنّه أفيض على