10والسرّ في تماثل الكعبة و البيت هو أنّ ذلك البيت حقيقةٌ لرقيقة الكعبة، و هي رقيقة لتلك الحقيقة صوناً للتجلّي عن التّجافي، فجميع ما في البيت المعمور حاصلة للكعبة ضعيفاً، و جميع ما في الكعبة حاصلة للبيت المعمور شديداً.
إنّ البيتَ المعمور رقيقةٌ للعرش الإلهي، و ذلك حقيقة لهذه الرقيقة كما أشير في التماثل بين الكعبة و البيت المعمور، و العرش معمورٌ بمن يستولي عليه و هو الله سبحانه: الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى . 1و لكنه تعالى إنما يَعمر عرشه بأسمائه الحسنى، و أوصافه العليا، و كلماته التامّة التي تحكيها التسبيحات الأربع و هي:
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلاّ الله و الله أكبر
كما دلّت عليها الرواية الدالّة على أنّ تربيع العرش و كونه ذا أركان أربعة إنّما هو لأنّ تلك الكلمات التي بني عليها العرش أربع، فلو أمكن لأحدٍ أن يَصْعَد إليه بإذن الله تعالى فهو يرى نفسه محفوفاً بالتوحيد المشار إليه تارةً بالتسبيح، و أخرى بالتحميد، و ثالثةً بالتهليل، و رابعةً بالتكبير، و هي و إن كانت كثيرة لفظاً و مفهوماً و لكنّها متحدة مصداقاً.
فهذا الصاعد الذي عرج بروحه إلى ذلك المستوى، فهو يرى قلبه، إنّه أينما توجّه فثمّ وجه الله، و حيث إنّ هذا السعيد الصاعد ذو قلب سليم ليس فيه غير حُبّ الله، فيصير بذلك بمنزلة العرش، الذي مبناه، و بناؤه، و