97جاءته من دار أبيلهب، و دار عدي بن أبي الحمراء الثقفي؛ فتحرى الإمام الأزرقي صحة هذا، وتوصل إلى عدم صحتها.
هذه الدقّة العلمية، والحرص على توخي صحة الرواية، والمكان، والحدث، نشاهدها في العرض التاريخي في كتابه النفيس، مبتدئاً هذه القائمة ب-:
1. «مولد النبي9، أي البيت الذي ولد فيه النبي9: وهو في دار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف، كان عقيل بن أبي طالب أخذه حين هاجر النبي9، و فيه وفي غيره يقول رسول الله9 عام حجةالوداع، حين قيل له: أين تنزل يا رسول الله؟ قال9: وهل ترك لنا عقيل من ظلّ! فلم يزل بيده وبيد ولده حتى باعه ولده من محمد بن يوسف، فأدخله في داره التي يقال لها البيضاء، وتعرف اليوم بابن يوسف، فلم يزل ذلك البيت في الدار حتى حجّت الخيزران أمّ الخليفتين موسى وهارون، فجعلته مسجداً يصلى فيه، وأخرجته من الدار، وأشرعته في الزقاق الذي في أصل تلك الدار، يقال له زقاق المولد.
حدثنا أبو الوليد، قال: سمعت جدي ويوسف بن محمد يثبتان أمر المولد، وأنّه ذلك البيت لا اختلاف فيه عند أهل مكة.
حدثنا أبو الوليد، قال: حدثني رجل من أهل مكة، يقال له سليمان بن أبي مرحب، مولى بنيخيثم، قال: حدثني ناس كانوا يسكنون ذلك البيت، قبل أن تشرعه الخيزران من الدار، ثم انتقلوا عنه حين جعل مسجداً، قالوا: لا والله ما أصابتنا فيه جائحة، ولا حاجة، فأخرجنا منه فاشتد الزمان علينا» . 1و من فضل الله أنّ هذا المنزل المبارك قد وظف توظيفاً شرعياً، فأصبح منارة علمية يأوي إليها العلماء والباحثون، بحيث أصبح يضم أنفس المكتبات الخاصة لعلماء البلد الحرام، تجمع نفائس المخطوطات والمطبوعات، وسيأتي الكلام عن هذا بالتفصيل.
2. «ومنزل خديجة ابنة خويلد زوج النبي (ص) ، وهو البيت الذي كان يسكنه رسول الله (ص) وخديجة، وفيه ابتنى بخديجة، وولدت فيه خديجة أولادها جميعاً، وفيه توفيت خديجة فلم يزل النبي (ص) ساكناً فيه، حتى خرج إلى المدينة مهاجراً، فأخذه عقيل بن أبي طالب، ثم اشتراه منه معاوية، و هو خليفة، فجعله مسجداً يصلى فيه، و بناه بناءه هذا، وحدّ الحدود التي كانت لبيت خديجة لم تغير فيما ذكر عن من يوثق به من المكيين، وفتح معاوية فيه باباً من دار أبي سفيان بن حرب، وهو قائم إلى اليوم، وهي الدار التي قال رسول الله (ص) يوم الفتح: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن» ، وهي الدار التي يقال لها اليوم: دار ريطة بنت أبي العباس أمير المؤمنين» . 23. ومسجد في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي التي عند الصفا، يقال لها دار الخيزران، كان بيتاً، وكان رسول الله (ص) مختبياً فيه، وفيه أسلم عمر بن الخطاب. 3