38إليك حباً لك، فذكرت إذا كان يوم القيامة، و أدخلت الجنة، فرفعت في أعلى علّيين، فكيف لي بك يا نبي الله؟ فنزل: وَ مَنْ يُطِعِ اللهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً 1فدعا النبي (ص) الرجل فقرأها عليه وبشره بذلك» . 2الجدير بالذكر - كما أشرنا مطلع هذا الفصل - أنّ زيارة قبور أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) مظهر للمحبة، وجانب من وظائف المؤمنين في حقّ هذه الأسرة، ومن الطبيعي أنّ المؤمنين ينتفعون بهذا العمل ويستفيدون منه، قال سبحانه: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ، 3(قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) . 4أدب الحضور
بيّن الله سبحانه أنّ من شرط الدخول على النبي (ص) أخذ الإذن منه والدعوة، قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ. . . إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا. . . 5وينهى الله تعالى المتشرّفين بمحضر رسول الله (ص) عن أعمال وأقوال وأفكار تؤذي النبي (ص) : وَ لا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ 6لأنّ مجلسه (ص) مجلس علم وحكمة وليس محفلاً للّهو والأنس، وسوف يأتي مزيد توضيح لهذه الآية إن شاء الله.
لقد دعا القرآن الكريم المؤمنين إلى مراعاة أدب الحضور عند النبي الأكرم (ص) إنه يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ، 7وهذه التصرفات تستدعي إحباط الأعمال ومحوها: وَ لا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَ أَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ 8في المقابل، يعد مراعاة قواعد الأدب هذه علامةً على التقوى القلبي، والغفران الإلهي، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ أَجْرٌ عَظِيمٌ 9أما من لا يراعي الأدب معه (ص) ، ويتكلمون معه بصوت مرتفع، فهو ممن لاعقل لهم: إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ 10