37وعليه، فلا يقاس أهل بيت العصمة و الطهارة بأحد أبداً، و هم بمثابة ليلة القدر في الزمان، والكعبة في المكان.
5. من أفضل وسائل التقرّب إلى الله، مما أمر به و بابتغائه و الاعتصام به، هو ذكر مناقب آل طه وياسين، والشعور بالسرور في مواليدهم، والاحساس بالهمم والألم في ذكرى مصائبهم، لأنّ الارتباط العقلي والعاطفة بهذه الذوات النورية - وهي إنسان كامل - يعدّ أساساً للانتفاع بمعارف القرآن، والاستفادة بسنّة المعصومين (عليهم السلام) ، تماماً كما يتوفر التعهّد الإلهي في ظلّ الارتباط بخليفة الله تعالى.
يقول الإمام علي بن موسي الرضا (ع) : «إنّ لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحُسن الأداء زيارة قبورهم؛ فمن زارهم رغبةً في زيارتهم، وتصديقاً بما رغبوا فيه، كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة» . 1الزيارة مظهر المحبة
الزيارة هي حضور المحبة في محضر المحبوب، وابراز المودّة والمحبّة لقادة الدين هو إظهار للتواضع أمام الدين وأعلام الإيمان والدين، وذلك:
أولاً: ليس الدين سوى المحبة. 2ثانياً: حب محبوب الله هو حبٌّ لله تعالى، والزيارة مظهر من مظاهر المحبة.
يضاف إلى ذلك، من يحبّ مظهر المحبة الإلهية الكاملة وحبيب الله تعالى، أي رسول الله (ص) ، فهو يطيعه، وإطاعة محور المحبة الإلهية هذا، يدفع الإنسان للتسامي، ومحبة الله تعالى له؛ قال سبحانه: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ 3وهناك روايات كثيرة حول محبة النبي (ص) وعترته الطاهرين (عليهم السلام) نكتفي هنا بنقل أنموذجين منها:
1. يقول أنس بن مالك: جاء رجل من أهل البادية - وكان يعجبنا أن يأتي الرجل من أهل البادية يسأل النبي (ص) - فقال: يا رسول الله! متى قيام الساعة؟ فحضرت الصلاة، فلما قضى صلاته، قال (ص) : «أين السائل عن الساعة؟» قال: أنا يا رسول الله، قال: «من أعددت لها؟» قال: والله ما أعددت لها من كثير عمل: صلاة ولا صوم، إلاّ أني أحبّ الله ورسوله، فقال له النبي (ص) : «المرء مع من أحبّ» ، قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام بشيء أشدّ من فرحهم هذا» . 42. وفي حديث آخر على حدّ سلسلة الذهب، يقول أميرالمؤمنين الإمام علي (ع) : «جاء رجل من الأنصار إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله! ما أستطيع فراقك، وإني لأدخل منزلي فأذكرك فأترك ضيعتي، وأقبل حتى أنظر