39وعلى أساس هذه الآيات، وآيات أخرى مثل: إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَ رَسُولِهِ وَ تُعَزِّرُوهُ وَ تُوَقِّرُوهُ 1يكون تجليل النبي (ص) بوصفه شعاراً إسلامياً، وظيفةً حية تستمر في حياته وبعد وفاته، لأنّ مقام الرسالة حي على الدوام، فاليوم عندما يتشرف الزوار بزيارة حرمه المطهر، يلزمهم أيضاً مراعاة أدب الحضور.
الجدير بالذكر أنّ ما قلناه حول مراعاة حرمة وأدب اللقاء بمحضر رسولالله (ص) ومرقده وحرمه، يجري أيضاً في حقّ خلفائه المعصومين وذريته الطّيّبن، على ما له (ص) من كرامة خاصة وحرمة.
ضيافة النبى (ص)
ثمة آيات في القرآن الكريم تبيّن آداب التشرّف بالحضور عند رسولالله (ص) ، وكيفية مناداته، والتحدّث إليه وأمثال ذلك، إنّ مراعاة آداب التشرف، والحضور هذه، لها دور فاعل في الاستفادة من المواهب والعنايات الخاصّة.
يستفاد من الآية الشريفة: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ. . .) . 2عدة أمور:
أولاً: يسمح للمؤمنين فقط بضيافة الرسول الأكرم (ص) ؛ لأنّ الخطاب هنا كان موجهاً إلى أهل الإيمان.
ثانياً: يجب أن يكون هذا الحضور عن استئذان مسبق من قبل الضيف أو الزائر، بأن يكون بإذن من المضيف أو دعوة، لهذا جاء: إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ. . . وَ لكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا. . . ، وفي هذه الحالة سيكون الإطعام إطعام النبوي، قال سبحانه: فَإِذا طَعِمْتُمْ. . . إنّ هذا الإطعام كما يمكن أن يكون ظاهرياً ومادياً، كذلك يمكن أن يكون باطنياً ومعنوياً، أي من غذاء الروح لا الجسد، تماماً كما يقول الإمام الصادق في ذيل قوله تعالى: فَلْيَنْظُرِ الإِْنْسانُ إِلى طَعامِهِ 3: «علمه الذي يأخذه عمّن يأخذه» . 4إنّ الله يتحدث عن شروط الاستفادة من التغذية العلمية والمعنوية للرسول الأكرم (ص) : في محضر النبي لاتجلسوا للمؤانسة، و لاتتحدثوا بكلام فاقد لأي نوع من المعرفة والحكمة، إنّ مجلس النبي مجلس علم وحكمة وليس محفلاً للإنسان، والتلهّي وتمضية الوقت، فإذا أتيتم لكسب المعرفة ونيل الكمالات فلاتتغوّصوا بما يؤذي النبي (ص) . . وَ لا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ 5